عدد الابيات : 17

طباعة

أيا قوافٍ، كنَظمِ الدُرِّ، تُقتَبَسُ

حتّامَ قَلبي عن الأشعارِ مُنْحَبِسُ

ضاقتْ بيَ الأرضُ، والأوجاعُ تَنهُشُنِي

وأنتِ وَحدَكِ يا أشعاريَ الأنَسُ

 فلا تُطيلي رَحيلًا عن أَخِي حَزَنٍ

لا شيءَ غيرَكِ يرجوهُ ويلتمِسُ 

 أَخي الهمومِ المُعنّى في كآبتِهِ

كأنّهُ لنجومِ لَيلِهِ حَرَسُ

يَطْوي الليالي بأطيافٍ وأخْيِلةٍ

والعشقُ يُفدى وإن بالوهمِ يَلتبِسُ

للهِ دَرَّهُ أنّى سَارَ سائِرُهُ

في ظُلْمةٍ، كان منه النور والقبسُ 

فَسَلْ "كُثيِّر" كم طافَ الخيالُ بهِ

خيالُ عَزّةَ لما حَوّم الغلَسُ

وطيفُ عبلةَ لما زارَهُ وَهَنًا

فلانَ جنبًا وهُوْ ذو الشِّرّةِ الشّرِسُ

وما ألانَ بذي الأيّامِ أفئدةً

أزرى بها حَدَثُ الأشعارِ، والنجسُ

من كُلِّ لاهٍ على الأوزانِ يَحسَبُها

طوعَ الأعاجمِ أنى شاءَ يَخْتَلِسُ

مُذَبْذَبين بأضغاثِ الكلامِ، كما

يحاوِلُ الطفلُ قَولًا، ثمّ ينتكِسُ

عصرُ الجهالةِ أغواهُمْ فجرَّأَهُمْ

على بَيانٍ بهِ في عُمقِهِ السَلَسُ

وحولَهم يَنْتَشي جُمهورُهمْ، وعلى

أسماعِهِمْ قد تَدَلّى الروْثُ والدنَسُ

 إنْ قالَ قائلُهم: "مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ"

ألفَيْتَهُمْ في رُؤى تأويلِهم غَطَسوا

واحسرتاهُ على ماضٍ وسُؤْدَدِهِ

مضى؛ فحنَّ إلينا النسر والفرَسُ

 قد كانتِ الدارُ بالنعماء مُعشِبَةٌ

حتى جَنَى أهلُها الذي بها غَرَسوا

 وما العدوُّ إذا أبدى نَواجذَهُ

بل في ابن أرضِكَ من أنيابهِ الضرَسُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

153

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة