الديوان » المعتصم بالله أحمد » نأت سُعادُ فالفؤادُ لائعُ

عدد الابيات : 28

طباعة

نأت سعاد فالفؤاد لائعُ

والدمع من شؤون عيني هامعُ

والصبرُ زاجرٌ وحينا طائعُ

والمرء صابرٌ وحينا جازعُ

فصار بين ذا وذا يصارعُ

حتى تعاظمت به المواجعُ

وقلّبته بالجوى المضَاجِعُ

يا ظبيةً حارت بك البدائعُ

جودي بحسن والزمان شانعُ

فالحسنُ منكِ للهموم قارعُ

لله أجفانُ الظِبا الودائعُ

لأجلها تعتادنا الروائعُ

أفدي سناها والزمان صارعُ

ما للزمان يا سُعادُ قاطعُ

أحبالَنا؛ وعن لقانا صادعُ

وللوشاة بيننا روادعُ

وفرقونا وانجلت مراتعُ

وكلهم من الوصال مانعُ

وليت شِعري، ذا الزمانُ جامعُ؟

أم ذي أمانٍ للفتى خوادعُ

بلى! فإن الحب رغما ساطعُ

أما دروا أن الزمان راجعُ

وإن تعنتت لنا القوامعُ

فالحب باق ما زهت لوامعُ

من النجوم ما لها براقعُ

أما الوشاةُ: مكرهم فضائعُ

وإن هوت من كيدهم صوامعُ

وضاق عنهمُ الفضاءُ الواسعُ

والحقُّ مهما كتّموهُ ناصعُ

كالشمس تُبْهَتُ لها السواطعُ

واليسرُ في طيات عسر قابعُ

ما السيل إلا قَطْرةٌ تُتَابَعُ

حتى امتلت بغيثها المرابعُ

وإنني من ذا الزمان طامعُ

بنهضةٍ  يثورُ منها الهاجعُ

وتبتدي من إثرها الطوالعُ

فجر جديد للكرام ساطعُ

وتستعيد ما جناه خاضعُ

لأمَّةٍ تسري بها النواقعُ

أديبُها إلى العداة راكعُ

ولاكتساب ودّهم يسارعُ

كأنما أعرافهم شرائعُ

ما حللوا أو حرموا فطائعُ

وبلسان غيره يناطعُ

قد لوثت بعُجمه المسامعُ

وسُودتْ بصدره الطبائعُ

لا ينتشي إن ناحت السواجعُ

لها بيان يجتليهُ السامعُ

فقل هي الياقوت والرصائعُ

وجاهلٍ قد غُرّ فيه تابعُ

قد عششت بذقنه الضفادعُ

وهدمت من غلّهُ الصوامعُ

وشُردت من سُمّه المجامعُ

وارتُكِبَتْ بأمرِهِ المفاجعُ

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

153

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة