الديوان » المعتصم بالله أحمد » أشاقكَ وجدٌ أم براك وجيبُ

عدد الابيات : 18

طباعة

أشاقكَ وجدٌ أم براكَ وَجيبُ

فدمعُكَ في جُنحِ الظلام صَبيبُ

تَحِنُّ لها في كلّ يومٍ وليلةٍ

وما لك منها يا فؤادُ نصيبُ

لياليَ إذ كنا ألوفين في الهوى 

فلِمْ عن هوانا فرّقتنا خطوبُ

فإن أنسَ مِ الأشياءِ، لا أنسَ قولها

غداةَ النوى إذْ قد علاني نحيبُ

تقول: أمَا إنّ القطيعةَ بيننا

وما عن قراري بالتنائي أؤوبُ

أليسَ غريبًا في لِقانا بأنَّنا

ألوفانِ، لَكَنّ الشَّعورَ غَريبُ

تَلاقَتْ على رُغْم الصُّدودِ عُيونُنا

فأُشعِلَ من وَجْدِ الفؤادِ لهيبُ

وأيأَسَني أنّا على القُربِ بيننا

تُباعدُ عنّا في الوِدادِ دُروبُ

فما القربُ بالأجساد يُدني بنا، إذا

تُمانِعُ عن عقد الوصالِ قلوبُ 

سقى اللهُ أيامًا من الوصل أومضتْ

كبرقٍ سنا في لحظةٍ فيغيبُ

تقولُ وقد شَلّ اللقاءُ تكلُّمي 

"وما لك تهذي لا تَكادُ تُجيبُ؟"

فقلتُ لها: في النفس يا ليلَ حاجةٌ

ولكنّ لقياكم لقلبي تَهيبُ

وقد يصعبُ الإفصاح حين لقائكُم

ولكنّني عند الفراقِ أديبُ

وقالتْ لأترابٍ لها: ما ترينهُ

شريدا، ومن ذكر الوصالِ يذوبُ

أإن غبتُ عنهُ واستحال رجعونا

فما له عن لهو الصبا لا يتوبُ

تعجبّنَ من حالي وحُقّ تعجّبا  

ولكنّ واللهِ سلوّي العجيبُ

فإنْ يدعُ قلبي للغرام دلالُها

فقلبيَ مما ترتئيهِ مُجيبُ

كأنّ هواها للخلائق كعبةٌ 

 تلبّي نداها في الغرام قلوبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

155

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة