الديوان » المعتصم بالله أحمد » بان الحبيبُ وفي أكبادِنا دنَفُ

عدد الابيات : 38

طباعة

بانَ الحبيبُ وفي أكبادِنا دَنَفُ

وَصَبْوةٌ قد علاها الشَّوْقُ والكلَفُ

ما خِلتُ أنَّ عيونَ الظبيِ صائبةٌ

إلا رُميتُ بسهمٍ إذ هُمُ طَرَفُوا

فصابَ قلبي وقد كنتُ الجريحَ بهم

أنا المُصابُ، وجرحي منكمُ شرَفُ

عَشِقْتُهُ وَتباريحُ الهوى شَهِدَت

إنَّ الجراحَ بيانٌ فوق ما أصِفُ

يا لائمًا لفؤادٍ لستُ أملكُهُ

هل يُسمِعُ اللومُ مَنْ في حُبِّهم لُهفوا

أَقْصِرْ مَلامَكَ لا ألقاكَ في وَلَهٍ

فسنّةُ الله في العُشَّاقِ تَأْتَلِفُ

ولي فؤادٌ إذا ما مسه سِنةٌ

أقضّهُ باعثٌ للشوق معتسفُ

ولي دموعٌ وإن الشوق آمرها

كلؤلؤٍ في سواد الليل تنذرفُ

يا نفسُ لا تَأمني دُنياكِ في ترفٍ

فما تَدومُ ولا يبقى لها ترَفُ

وكم تَضيقُ على مَنْ جاءَ سائلَها

وقد تَجودُ لِمَنْ عَنْ بابِها انصرَفوا

فَجانبيها فما ذي الدارُ باقيةٌ

فأين عادٌ ومن أغواهمُ الصَلَفُ

وأينَ فرعونُ ذو الأوتادِ طاغيُهُمْ

وأينَ أمجادُ قارونٍ ومَنْ سَلَفوا؟!

التربُ بعد رغيد العيش مسكنُهمْ

وليس يغنيهمُ مجدٌ بما اقترفوا

ولا تكوني من الغفران قانطةً

وإن تلوّث من آثامكِ الصحُفُ

فإن غدوتِ من الغفران قانطةً

فرحمة الله لا يحدّها طَرَفُ

واهٍ لنفسيَ في اللذاتِ غارقةٌ

وعمرها من غُمارِ اللهوِ يُختطَفُ

ما لي ونُصحيَ والآثامُ شاهدةٌ

وما أنا بهُدى المختارِ متّصِفُ

وما اتبعتهُ في قولٍ ولا عملٍ

ولا أنا بغطاءِ العفو مُلتحِفُ

ظلمتُه وهو الباكي ولم يَرَنا

شوقا إلينا وفي أشواقه رَهَفُ

يا رب صلِّ عليهِ ما هفا ولِهٌ

لإلفهِ، وعلاهُ الوجدُ واللهَفُ

يا ربِّ واطلقْ لسانيْ في مَدائحِهِ

واجعل ذنوبيَ مما ظَلَّها الكَنَفُ 

واجعل لمدحيَ فيه حبلَ مُنجيةٍ

في يومِ لا سلَفٌ يُنجي ولا خَلَفُ

المادحوك وإن جادوا بمدحهمِ

ما أنصفوكَ وهم من بحركَ اغترفوا

كالشمس شِرعتُه والبدرِ طلعتُهُ

والغِيمِ رقّتّهُ والدهرُ يعتصفُ

من ذا يوافي مديحا في شمائلِهِ

وقد تسامى فلا يدنو له الشرَفُ

تعاظمتْ في سبيل الله كربتهُ

وفي سبيله قد تُستعظمُ الكُلفُ

فذاك فلذته يأوي لمرقدهِ

وحول أسياف من عادوه يلتحفُ

ويمكرون وعند الله مكرهمُ

فالله يعلم ما سروا وما عكفوا

 يا من تفانى لأجيال ولم يرها

هذي ثمارُكَ حتى الآن تُقتطفُ

يا سيدي يا رسول الله معذرةً

قد هابني أنني في ساحكم أقفُ

وليس معذرةً إلا لأنكمُ

أهل الرجاءِ إذا ما سامنا الأزَفُ

وليس معذرةً إلا لأنكمُ 

أهل الشفاعة يوم الحشرِ إذ نقِفُ

يصفي لنا من جميع الرسل دعوته

يومَ القيامة والأملاكُ ترتصفُ

ولو تراهم إذ الأنظار شاخصةٌ

وكلهم من عظيم الخطب يرتجفُ

وبيننا أحمدٌ إذ راح يُشفِعُنا

وا أمتي أمتي يا رب تُكتنفُ

وأبلجَ الوحيُ من غارِ حِرَاءَ بهِ،

نورًا له ظلمات الدهر تنكشفُ

"اقرأ" بأمرٍ من الرحمن مُنزلَةٌ

 لقومه وهمُ التنقيطَ ما عرفوا

فشيدوا من صروح العلم مملكةً

وعُزِّروا وعلى أعدائهم شَرُفوا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

153

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة