الديوان » لبنان » يوحنا الأديب » عاتبت انا البين من يوم ذقت هذا الأمر

عاتبت انا البين من يوم ذقت هذا الأمر
وقلت يا بين أكويت مهجتي من جمر
يا بين أسكرتني من غير صرف الخمر
الا بكأس النيا حتى طمرني طمر
فقال لي البين مالك تشتكي يا عمرو
كف الملام وعنك فل هذا الامر
كم قصر عالي ردمته في صحابه دمر
وخليت به اليوم يزعق بعد لعب الزمر
ان كان يا صاح ما أنت بذا راضي
وهل رجل بالكون مثلك ياردي حاضي
اسمع كلامي وافهم كل أو غاضي
ان البين بالحق على النياب والقاضي
ثقلت يا بني ما عاد يرجع الماضي
ولا أشاهد الناس في طرفي والحاظي
أبكمت يا بين دون الناس ألفاظي
بيني وبينك الهافي السماء قاضي
ما كان أملي وظني فيك يا بيني
قاصصتني بالردي قبل أن يجي حيني
أسلبت مالي وحالي قد بقى شيني
ورجعت قاصصتني يا بين في عيني
فقال لي البين ما بالك تناجيني
وفي كلام الجفا قاصد تفاجيني
وان كان الا بقصدك ان تعاديني
ياما دهيت من قبلك سلاطيني
كم حي سلطان عن كرسيه
كم حرب كم هيج بين الناس أفعلته
كم رجل مثلك بهذا السقم أزعلته
ما حدث عنه بوسط القبر أمددته
فقلت يا بين تصدق بالذي قلته
لأنك بشوم الردي لا حالتي ملته
عاندت يا بين الى دهري وما حلته
عليك يا بين ربا بالسما حلته
عامين يا بين قد شحت في القوم
أحرقت قلبي وقد احرمت جفني النوم
وخليتني بالدجا أبكي ودمعي عدم
لكن بيني وبينك الملاقاه يوم
فقال لي البين عنك قل هذا اللوم
وطيع رأيي وجاهد بالصلاة والصوم
غيرك رضي يا معتر في زمانه يوم
وأنت بجهدك تريد الصفو دايم دوم
اسمع كلامي وفيق اليوم الى حالك
وطيع رأي ولا تندم على مالك
كنك بتحسب يا مسكين في بالك
ما حد بالناس ناله مثلما نالك
فقلت يابين كان قصدي أنا سالك
لكني مسجون ما بقدر أنا صالك
بان عانني الله وتعلقت بأذيالك
لكنت أدب جميع الناس بأعمالك
عليك يا بين لازم انتصر فصره
عامين دون الملا أوريتني حصره
على قد جرت وتجاسرت هالجسره
ما حد بالكون مثلي ذاق ها الحصره
فقال لي البين مثلك كم وكم بسره
وأنت ايش بالكون تا مالي عليك حسره
مثل ابن شداد وسليمان مع كسره
حكموا جميع البلاد والهند والبصره
فرعون واسكندر ذي القرنين والنمرود
واحدا وما حد منهم بلغ المقصود
ماتوا وبادوا وقد راحوا طعام الدود
في ضيقة القبر قضوها ليالي سود
فقلت يا بين دهري ما بقى بيعود
ولا بطول زماني أبلغ المقصود
يا بين خليتني طول الزمان أنود
بيني وبينك الها في السما معبود
يا بين من شر فعلك عقل راسي طار
يا بين أحرقت قلبي في لهيب النار
يا بين خليتني بين الملا محتار
هل كان يا بين حقا لك على نار
فقال لي البين مالك يا ردي محتار
وأنت بالكون ما تعرف بما قد صار
شمشون بالحرب أفنى كم وكم جبار
قد جاه سهم النيا قصة كما المسمار
وان كان الا مرادك يا ردي بدك
تا أرميك في حال تطمس فيه الى خدك
وبفرجك يا ردي بين الملا قدك
وعن قريب أحطك من ورا جدك
فقلت يا بين قلبي مات من هدك
عامين دون الملا جعلتني ضدك
أواه يا بين من كيدك ومن صدك
ما أظن في العمر أنا أفلت من يدك
مالي صديق يعاونني على دا البين
أحرق فؤادي واجرى دمع عيني عين
أطفأ لضوي وخلاني بحال الشين
ما كان ها البين حقا له علي دين
الصبر لما سمع بالشر اتقدم
وقال أسكت ابدا لاعدت تتكلم
البين كم رجل مثلك يا رشا ألم
أسقم فؤاده ونصله للحشا ألم
فقلت يا صبر قل لي عايش يكون عملي
حملي وقع مابقى لي من يشيل حملي
يا صبر كنت أحسب أن الأهل بدوم لي
مذ خانني الدهر منهم انقطع أملي
فقال لي الصبر اصبر يا أخي لا بأس
البين كم رجل مثلك جرعه ها الكأس
من بعد ما كان سري لكل المحافل رأس
أسكب لماله وخلاه مزبله ينداس
فقلت يا صبر انظر ايش بقى حالى
ومن فعاله ترى قد زادت انحالي
أسقم فؤادي وقد أشغل الى بالي
مسجون يا صبر لا طيب ولا بالى
فقال لى الصبر يكفي طيعني واسمع
وعن طريق الردي يا صاحبي ارجع
ارتد يا خل عن دربك ولا تطمع
تبقى شماته لكل الناس ما تنفع
فقلت يا صبر أملي في المراجي خاب
منيوم ضو عيونى منجفونى غاب
يا صبر حتى فؤادي من حشابي داب
بالصلح اسعى عمى عنده يكن لي باب
بالله يا صبر روح لأسري قل له
وإلى طريق الصلاحة يا أخي دله
بتم مسجون هذا السجن ما حله
ما كان لي ذنب يحرزها الجفا كله
فقال الصبر ابشر يا أخي بالخير
على الرأس أسمى أنا نحوه أجد السير
وحق من يرزق المحتاج ثم الطير
انك صديقي وحاشا ابدلك بالغير
الصبر قام اتى للبين واشكى له
من كنز همه وسقمه كثرت للزعاله
عني وقال دا الشقي أبدلت أشكاله
فلا تواخذ دا المسكين بفصاله
فقال له البين أنا ما عدت أصغى له
تحقيق ها الداي ماهو كان يكفي له
وكنت قادر اني يتم اطفاله
لكن خلية في ها النار أدنى له
فقال له الصبر أنا اخطيت سامحني
قاصد بسهم التجافي لا ترامحنى
الا بعين الوداعة دوم لامسحنى
قد دل يا صاح ما له طاقة المحنى
فقال يا صبر يكفى لا تحاصرني
عن صلح هذا الشقي بالله قاصرني
أسقم فؤادي وعاندني وكاسرني
اخليه يعمل عسى انه يباشرني
فقال يابين دهره ما بقى يصفا
يا بين من فصل سهمك ما بقى يشفى
ارتد يا صاح عن هذا الشقي واصفا
وبس يابين فصف الذى جرى يكفى
آه يا صبر لو تسمع جواباته
كانت همومك في وسط الحشا باتوا
البين اذا جار أدخل في مراضاته
ولا تسانده توقع في مضاقاته
فقال له الصبر أنا اخطيت بين يديك
الذنب الى وانا قد جيت أسعى ليك
ابن الاجاويد ما بيكون ياخى هيك
الا مع الدهر ساعة هيك وساعة هيك
فقال له البين أنا لاجلك له سامح
واترك لهما بدا في عرضنا شالح
لانك أتيت تريد الصلح يا صالح
وفي محبتك كاسه بشربه طافح
الحمد لله بين الضه صالحنا
وعنه هذا ودا قضيت مصالحنا
فحنا الذي صلحنا أصلح قبايحنا
الله لله غاب وفزنا بالنجا فحنا   

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن يوحنا الأديب

avatar

يوحنا الأديب

لبنان

poet-yuhanaa-al-adib@

2

قصيدة

27

متابعين

يوحنا الأديب، سعود. شاعر لبناني من شعراء القرن الحادي عشر الهجري، أعمى، خلف لنا مجموعاً أدبياً فريداً بعنوان (دوبيت سعود) تحتفظ به خزانة كوثا الألمانية تحت رقم 2197، وقد جعل المواليا، الفن ...

المزيد عن يوحنا الأديب

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة