الديوان » مظهر عاصف » حديث الرّبابة

في بلادي موطنُ البدوِ
وعزفِ السّنديانْ
والكفافِ الحُمرِ إن لُفَّت كزهرِ الأقحُوانْ
موطنُ البدرِ المعتَّقِ في تراتيلِ الزّمانْ
حيثُ شعري
نبضتي الأولى
وخربشَةُ البيان
وطنٌ على الحسنِ استوى
وبهِ الهوى ولهُ الهوى
نهرٌ يعمِّدُ ربوةً
شيحٌ يعانقُ زعفَرانْ
في بلادي كلُّ شبرٍ باتَ نبضًا مِن حَنان
وبه المهورُ تسابقَت
وتراقصَت تحتَ الغَمام
وبهِ العذارى السّابغاتُ مَدارقًا
وبه حرائرُنا الحِسَان
والعينُ في أعطافِها
تحنو... فتبتسمُ الجِفان
لا لاءَ تعرفُ
لا الأناملُ تَنثني
فكأنّها بُسِطَت بديدَنِها اليدانْ
في بلادي حيثُ يمتدُّ الصَّنَوبرُ شامخًا
حُرَّ السِّنان
وترى المضاربَ هاجعاتٍ
فاتناتٍ
ساحراتٍ
عبر أسرابِ القَطا
عبر المَها
عبر الأغاني والقِيانْ
والسّوسناتُ بهِ التقين
يرعَفن عطرًا إن حَكَين
فإذا تحدّثَت الرّبابةُ في طلاقتِها بَكين
وإذا استراحت
فزَّت الأشواقُ زهوًا في المكانْ
في بلادي الطّلقةُ الأولى
وطلقتُنا الأخيرة
في بلادي الصّهلةُ الأولى
وصهلتُنا الأخيرة
الضّارباتُ على الصّدورِ إذا سُئلنَ
النّاطقاتُ «ابشر» فيُعطَى مَن أجبنَ
الباعثاتُ النورَ من قاعِ السَّريرَة
النّاعساتُ الطّرفِ خلفَ «براقعٍ»
والغازلاتُ الشّعرَ خلفَ «عصابةٍ»
الجاعلاتُ من الجدائلِ مِقصلًا
والصّانعاتُ من السّنابلِ فيلقًا
والكانساتُ اللّيلَ في كفِّ الظّهيرةْ
والقائلونَ: أنا أبوها وابنُها
والكاسرونَ الوهمَ في جُرنِ الهجيرةْ
في بلادي الطّلقةُ الأولى
وطلقتُنا الأخيرةْ
في بلادي الصّهلةُ الأولى
وصهلتُنا الأخيرة...

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة