لديكِ مسافةُ نبضٍ وطفلٍ تعربَشَ لمَّا تهاوى بجيدٍ وعِقد ولي أنتِ لمَّا يكونُ العِناقُ بلا ضمَّةٍ ولا قُبلةٍ ولا رعشةٍ يفرضُ الصّفرُ بيني وبينكِ إيقاعَها ولي أنتِ في السّطرِ حينَ تَساقطُ منه الحروفُ على شكلِ عطرٍ ووردْ وحين تساقطُ منهُ الفواصلُ تنسى التَّمترُسَ في أرضِها وحين يهاجرُ سطحَ الورقْ فيأوي بما فيهِ من حيرةٍ نحو شقِّ الجدارِ وخدشِ الزّجاجِ ومستودعِ الذّكريات ال تُصفّفُ فيهِ على شكلِ حلوى ويأوي بما فيهِ من صبوةٍ نحو قلبٍ تحيطُ به الموجِعاتُ من القولِ والقائلات ويلقى سطورًا حملنَ من الوهمِ فيهِ وما جاءَ حرفٌ ينادي عليهن: أمّي ولم تتبنَّ اللّواتي حَلُمنَ بحرفٍ رضيعٍ _وهنَّ العواقرُ_ حرفًا لقيطًا مِن الأرصفة وأنتِ الأخيرةُ ممّن أجدنَ الهبوطَ على سطحِ قلبي وأنتِ الخطيرةُ رغم سلاحِ النّعومةِ في مقلتيكِ وأنت البسيطةُ رغمَ العنادِ المُركَّبِ ممّا تَناقضَ فيكِ من الجبنِ والخُطوةِ الماكرةْ ويكفي بأن تستحيلَ البحارُ مراكبَ ماءٍ لتأوي إلى طينةِ الرّوحِ.. تغدو ضفافًا على شكلِ أحداقكِ الحائرةْ أمارسُ منذُ عرفتكِ شيئًا يُقالُ له العشقُ والصّمتُ والجبنُ منّي أمارسُ خوفي بألّا أبررَ أسبابَ قبضي عليكِ وأسبابَ نحتي لألفِ خَيارٍ سيقضي بألَّا يكونَ الوداعُ خَياري وألَّا يكونَ الفراقُ على طاولاتِ النّقاشِ وألّا يكونَ النّزاعُ على ما أراهُ سخيفًا وجُرمًا لديكِ فلا تبحثي بين سيلِ الكلامِ الكثيرِ عن الماءِ فيهِ وعن سمكاتِ المعاني الرّقيقةِ عن زورقٍ ضاعَ مِن طفلةٍ أفلتتهُ ولم يكترث لعويلِ النّداءْ ولا تبحثي بين سيلِ الكلام عن الجالساتِ على ضفتيهِ فلمَّا أتيتِ ملأنَ الجِرارَ بآخرِ ما قلتهُ وارتحلنَ تركنَ الكلامَ الأليمَ الأسيفَ وجرحي وما كنتُ أدري بأنّي سأترك لمّا يغادرنَ صوتي وأتركُ فوق ذراعيكِ صدري وحزني وأغفو طويلا بعينٍ تحدِّقُ في مقلتيكِ أنا طفلكِ اللّا يريدُ سواكِ فلا تُغضِبي طفلَكَ الفوضويَّ ولا تَغضَبي من يديَّ ال تريدانِ تصفيفَ شعركِ فوقَ الهواءِ على كتفيَّ ولا تبحثي إن بدأنا حوارَ التّنفسِ والهمسِ والقُشعريرةِ بين الأصابعِ عنكِ ولا تبحثي عن يديَّ ولا تغضَبي مِن فمي إذ يقرمشُ أنفكِ بعد ارتقاء الشّهيقِ ولا تغضبي إن لثمتُ التّكوَّرَ ثمَّ تتبّعتُ سيرَ انحناءاتكِ السّاحرةْ ولا تخجلي أن تميلي عتابًا لتوبيخِ عينيْ ال تجرِّدُ عنكِ شقاءَ الثّيابِ فما زلتُ طفلًا أحاولُ فهمَ العلاقةِ بينِ اليدينِ وبين الرّداءِ وبين الأنينِ.. الحنينِ وبين انهزامِ المدى في اللّقاءِ
أنا طفلُكِ الفوضويُّ ال يحاولُ رصدَ التّعابيرِ دونَ ارتيابٍ ورصدَ ابتساماتكِ الدّافئة فما زلتُ طفلًا أشاغبُ حينًا وأهدأ حينًا وأمكرُ كي يحتفي ناظري بسرٍّ يُدارى بتلك الثّياب...
" مظهر عاصف" أحمد علي عودة.
- شاعر أردني مِن أصول فلسطينية.
- من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980
- أعمال مطبوعة:
فلسفات جنازة (شعر)
هناك (شعر)
السّادسة صباحًا (شعر)
ما لم يقله أحمد عود