لا زلتِ أجملَ مَن عرَفتْ
لا زالَ وجهُك من يضيءُ العتمةَ ال تغتالُ فجرَ الأمنيات
تتبعثرُ الدّنيا أمامي
كلُّ مَن فيها
ومَن يمضي إليها
كلُّ مَن عاهدتُهم
لكنّهم خانوا عهودي
كلُّ مَن بايعتُهم
أملًا بخاتمةِ الوعودِ
يتبعثرونَ
ويلهثونَ وراءَ عجزِ المفرداتْ
تتقزّمُ الكلماتُ
تنشقُّ الضّلوعُ من الضّلوعِ
ويسقطُ المعنى الجميلُ من الشّفاهِ
وأنتِ تمتزجينَ بي
وتحلّقينَ على ارتفاعِ الحرفِ بي
تتغيّرُ النّظراتُ إلّا منكِ أنتِ
تتغيّرُ اللّحظاتُ إلّا ما ابتدأتِ بها
وما آلت إليكِ
فكنتِ للحيراتِ مأواها
ولي كنتِ السَّكَنْ
تتغيرُ اللّحظاتُ إلّا لحظةً جمعَتكِ بي
وهناكَ يصبحُ عالمي ما تمنحينَ من الدّقائقِ والوعودْ
وهناك أصبحُ ما أردتِ بأن أكونْ
والفكرُ يرحلُ حينما
نرضى بما فرضَ الجنونْ
لا زلتِ أجملَ مَن عرَفت
لا زلتِ رغم فراقِنا المرفوضِ منِّا
مثلما كنتِ أمامي
أمامي بسمرتكِ ال ترفضينَ لوصفي لها
أمامي بنبرتكِ ال تعرفينَ انتقادي لها
ولا زلتِ _من بينِ كلِّ اللّواتي التصقنَ بقلبي
لأجلي
لأجل القصيدةِ والمفرداتِ
وما قد يسيلُ من الحبرِ عشقًا
ووجدًا_
بأرضٍ تنادي بوجهكِ أنتِ
بروحكِ أنتِ
بقلبكِ أنتِ
بحبّكِ أنتِ... أمامي
طويلٌ كصبركِ _حين انتظرتِ غرامي_ مسائي الطّويلْ
وأقصرُ منّا الحديثُ
ووقتُ الحديثِ إذا ما التقينا
ورحنا نعاتبُ ما كانَ منَّا
وأقصرُ منَّا الحياةُ ال تفرُّ سريعًا
فكيف تركتِ المسافةَ تجري؟
وكيف تركتِ الدّقائقَ تجري؟
وكيف تركتِ القصيدةَ تأكلُ منّي انتظاري ووقتي؟
وأنتِ كمثلي تخافينَ حرَّ الفِراقِ
وظلَّ الرّحيل؟!!
فهل تذكرينَ متى سرت نحوي
ورحتِ تعيدينَ ذاك الكلامَ: أنا عاشقة؟
أنا أذكرُ اللّحظتينِ اللّتينِ التقينا خيالًا
وحقًّا بها
ولا زلتُ أذكرُ شكلَ الحديثِ
ونوعَ الحديثِ
ولا زلتُ أذكرُ لونَ الزّهورِ ال بعثتُ إليكِ بها
وأبياتَ شعري
قصاصاتِ فكري
وأذكرُ أيضًا... وكيف سأنسى؟
بأنّي هربتُ وعدتُ إليكِ
وأنّي ركضتُ بعيدًا إليكِ؟
وأذكرُ أنّي شرحتُ عذابي وخوفي
وماذا طلبتُ
وماذا فعلتُ
وماذا أخذتُ
وماذا تركتُ
وأنتِ كمثلي
تخافينَ مثلي... حديثَ الفراقِ
وصمتَ الرّحيلْ
فكيفَ ابتعدتِ طوالَ النّهارِ؟
وكيف تركتِ المسافةَ تجري ولم توقفيها؟
حسناءُ هاتي نبضةً أحيا بها
إنّي أموتُ من المسافاتِ اليتيمةْ
قلبي الوحيدُ كنخلةٍ
تخشى من الأرض الّتي تحيا بها
تخشى الطّيورَ القادماتْ
تخشى الرّياحَ الآتياتْ
وتخافُ زخَّاتِ المطرْ
فضعيهِ رغمَ العصفِ فيهِ
ورغمَ مَن قد يزدريهِ... براحتيكِ
وهدهديهِ... لكي ينامْ
غنِّي له
قصِّي عليهِ حكايةً هو كان فيها
إنّه يحتاجُ دورًا في الحكايا يا صديقة
إنّه يحتاجُ قلبًا يحتويهِ
ولا يُهمِّشُ صهلةَ الأحزانِ فيما يعتريه
حسناءُ هذا اللّيلُ يتعبُني
وصحرائي
وبردُ الأمسِ
وحدانيّةُ النّبضاتِ
فاحتملي جنوني
واتركي صوتي يمارسُ عند مفترقِ الجنونِ..
جميعَ أشكالِ النّداءْ
فسواكِ لا أحدٌ يجيبُ
سواكِ لا أحدٌ سيأتي مِن بعيدْ
حسناءُ مَن كانوا هنا
لا يذكرونَ ملامحي
وسواكِ دونَ ملامحي مَن راح ينقُشُني
بذاكرةِ الورود...

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة