لأنّهُ السّفينةُ ال تشكَّلَت مِن نخلهِ الطّويلِ للخليقةْ لأنّه الطّريقُ حين ضاعَت الدّروبُ للمدينةِ العتيقةْ لأنّه الوحيدُ حين قلَّمَت ثقافةُ الرّكوعِ غصنَ وردنِا وشوكِنا قد سيَّجَ الحديقةْ لأنّه الوحيدُ حين ألَّفَت حضارةُ القطيعِ بين ذئبةِ الكَيانِ والقَطيعِ مزَّقَ الوثيقةْ لأنّه الوحيدُ حين نادمَ الغزاةُ مَن تدجّنوا قد نادمَ الحقيقةْ تسلّلَتْ حبالُهم أمامَهُ بمكرِها تمايلَتْ عصيّهُم أمامَهُ بعهرِها تدافعوا في الزّينةِ ال تستهدفُ الحروبُ فيهِ أنبياءها ليلَقَفَ الشّقيقُ دونَ سحرهِم شقيقَه تآمروا ليخلعَ العراقُ من ثيابهِ عباءةَ الفُراتْ ليرتدي ملابسَ «الكوبوي» في مُسلسلِ السّقوطِ والقنوطِ والسّباتْ تآمروا كي يعجنوا عظامَ كلِّ كاهنٍ وعابدٍ وناسكٍ مِن لحمِ «توما» _سادتي_ فطيرةَ الدّماءْ كي ينحتوا ال يغوثَ مِن صخورهِ المناةَ مِن تمورهِ كي يصنعوا من رملِه العصيِّ ألفَ لاتْ تآمروا ليستحيلَ قطعةً في متجرِ النّفائسِ القديمةْ ومعبدًا تباعُ في طقوسهِ تمائمُ الزّواجِ والطّلاقِ والرّذيلةْ وطابعًا مشوّهًا لم يَشهدِ الجريمةْ ومَعلَمًا أمامَ بيتِنا الكبيرِ في الخريطةْ تآمروا وطالما تآمروا لذبحهِ فعادت الصّلاةُ كي تبعثرَ النّقاطَ والحدودَ في الخريطةْ وماتت العلوجُ في مكانِها الصّحيحِ.. في الحظيرة وعاشت المدائنُ الصّغيرةُ الكبيرةْ وعاش رَغمَ جرحهِ بجرحهِ العراقْ لأنّه العراقْ لأنّه العراقُ... لا تناقِشي مَن يعشقُ العراقْ فدِجْلةٌ قصيدة ونينوى قصيدة وشارعُ الرّشيدِ حين يذرِفُ التّرابَ من قصورِه قصيدةْ والفاوُ حينَ يلثِمُ المراكبَ البعيدةْ والأرضُ حين تَمْزُجُ الدّماءَ بالشّهيدِ والدّماءَ بالشّهيدةْ في لوحةِ الخلودِ يا صديقتي قصيدةْ بغدادُ حينَ أنجَبَتْ لم تنجبِ الورودَ دونَ شوكِها لم تنجبِ البحورَ دون مدِّها لم تنجبِ القِفارَ دون صبرِها
لم تنجبِ الرّجَالَ دون أن تُقلّدَ الرّجَالَ واحدًا.. فواحدًا..في عنقِهِ وعيدَه ووحدَها مَن سَلّحَت عيونَ ماجداتِها بنظرةٍ عنيدةٍ تماشيًا مع طينةٍ عنيدةْ بغدادُ إن تكلَّمتْ ترصّعَ الكلامُ بالحضارةْ وعمّدَ الزّمانُ وجههَا الطّهورَ بالطّهارةْ فراقبي دروبَها وراقبي الطّيورَ والحقولَ
والوجوهَ والحجارةْ قد يحمل الزّمانُ صوتَها الرّقيقَ للخليلِ يا صديقتي كي يبدأَ الزّمانُ من خليلِها حوارَهْ لأنّه العراق... لأنّه العراقُ لا تسائِلي النّخيلَ عن مدائنِ النّخيلْ مَن مهَّد الطّريقَ للأمامِ رغمِ جُبنِنا للخلفِ لا يسيرْ مَن شتَّتَ اليهودَ يومَ سبيهِم وحالَ دون عجلِهم للخلفِ لا يسير مَن حرَّض الخيامَ أن تصفّفَ الرّجوعَ من عظامِهِ لقدسِها لا يعرفُ الرّحيلْ مَن علَّمَ الخيولَ أن تُغِيرَ في خطابهِ لا يقتلُ الصّهيلْ سليهِ يا صديقتي فقد يجيبُ حينها الرّشيدُ عن سؤالِكِ الكلدانُ عن سؤالكِ وألفُ قائدٍ أجارَ مَن يُجيرْ وقد يجيبُ حينها زريابُ في معزوفةٍ عن ذلك السّؤالِ والخليلْ
والرّيحُ قد تُجيبكِ في مطلعِ السّيّابِ قد تجيبكِ إذ تلهثُ الرّياحُ مِن هجيرةِ الخليجِ في الأصيلْ سليهِ يا صديقتي عن كلِّ ضَادٍ قبَّلَت قصائدَ الوصالِ والفراقْ قصائدَ الوداعِ والعناقْ سليهِ قد يجيبُكِ بجرحهِ العراقْ لأنّهُ العراق...
" مظهر عاصف" أحمد علي عودة.
- شاعر أردني مِن أصول فلسطينية.
- من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980
- أعمال مطبوعة:
فلسفات جنازة (شعر)
هناك (شعر)
السّادسة صباحًا (شعر)
ما لم يقله أحمد عود