من «رملةٍ» طينةُ الأقدامِ لاجئةٌ صوبَ الرّجوعِ وإنْ قِيدَت لمرتَحَلِ لا سكَّنَ اللّه طَرْفَ النّائحاتِ على أطلالِهن إذا ما عدنَ للطللِ دربانِ لا غيرَ في الدّنيا وعاقبةٌ ومَنْ تتبَّعَ خطوًا للهُدى يصِلِ والنّفسُ إنْ شَرَدَت فاربطْ نوازعَها ربطَ اثنتينِ معًا من شَاردِ الإبِلِ آبت إليكَ من الإبحارِ بوصلةٌ تنجو بإبرتِها مِن لُجّةِ الزّللِ مكرُ الرّياحِ وموجُ الذّنبِ يعطبُها ونحوَ وجهِكَ يا أللّه لم تزَلِ أَمْضي إلى «التّينِ والزّيتونِ» مُقتفيًا إثرَ النّبوَّةِ في إلهامِ مُبتَهِلِ وألمحُ الفجرَ زخَّاتٍ يزيحُ بها ما خلَّفتهُ يدُ الآثامِ مِن وَحَلِ والطّيُّ طيُّ نبيٍّ مِن جوامِعِهِ والنّشرُ نشرُ هديرِ الآيِ والمُثُلِ يا صوتَ «أحمدَ» إذ داوى ببُحتهِ روحًا تفرُّ من التّأنيبِ للعذَلِ تُدنِي الدّروبَ مِن المحرابِ نبرتُه ويَخشعُ الصّخرُ مِن ترتيلهِ الجَزلِ مِن قبلِ بعثكَ كان الشّعرُ يابسةً أبياتُه الصّفرُ فاستسقاكَ بالغزلِ إن كانَ للنورِ بيتٌ والدّجى وطنٌ فوجهُك البيتُ والأوطانُ في الخُصلِ كلُّ القلوبِ بها داءٌ وإن عظُمَت إلّا فؤادَكَ مخلوقٌ بلا عِلَلِ والسَّمْحُ ينزعُ ثوبَ الحِلمِ في غضبٍ إلّاكَ تُسبِلهُ في الرّفقِ والعَجلِ سادَ الرّجالُ رجالًا فارتقوا شرفًا وسُدتَ خيرَ رجالِ الأرضِ والرّسُلِ إن خاصموكَ ففصلُ القولِ في سورٍ أو جادلوكَ فخذْ مِن شرعهِ وقُلِ هل نبّأتكَ رمالُ الأرضِ عَن فرسٍ غاصت قوائمُها في غَمرةِ الحيَلِ؟ عن وعدِ مَن مُنحِتْ مِن فيهِ إسورةٌ لمَّا تخضَّبَت البيداءُ بالأملِ؟ هل نبَّأتك وقدَّ برَّ الزّمانُ بهِ أو حدَّثتكَ عن التّيجانِ والحُلَلِ؟ تحنو العباءةُ إذ مُدَّت لزائرةٍ لولا المشيبُ جرَت للباسمِ الخَجِلِ فاستنطقَ القلبُ مِن قارورةٍ سَكَبت ذكرى «خديجةَ» عِطرًا حينَ لم تَسِلِ قد ردَّكَ الدّمعُ لمَّا رُحتَ تذكرهُ للوحي للبعثِ للتّنزيلِ للأَجَلِ
للمفرداتِ وما في الكونِ من لغةٍ مِن نبْوَةٍ وأنينِ البوحِ والجُمَلِ حتى وجدتَ «لقد ماتَ الرّسولُ» أتت مِن أوجعِ القولِ والإخبارِ والجَلَلِ واللّهُ باقٍ وخَلقُ النّاسِ في كَبَدٍ إنْ تحمَدِ الضّرَّ مِن سرَّائهِ تنَلِ...
101
قصيدة