السّادسةُ صباحًا ممطرةٌ آلامُ اللّيلِ بما حدثَ صباحًا في السّادسةِ تمامًا مدنٌ غافيةٌ في عينٍ لا تُبصرُ مُدَنًا غرفٌ مُهدّمةٌ تكدِّسُها الخِيامْ كلُّ الأزقّةِ تسيرُ مُغَلَّقَةَ الجفونْ خوفٌ تعالجُه تساويفُ التّوتر إذ ينامْ ثديٌ تعرَّضَ لافتراسِ الطّفلِ يبكي لا ينامْ لافتراسِ فمٍ يخالُ الثّديَ بئرًا لا ينامْ دلوُهُ اللّحميُّ مِن عضّاتهِ اللّامنطقيّةِ أو تُراها منطقيّةَ لا ينامْ رَجَلانِ وامرأةٌ وآخرُ سوف يأتي رَجَلانِ يلتفتانِ نحو الشّرقِ في ليلٍ بهيمْ وهي الّتي أو مَن سيأتي يُصدرُ الصّوتَ الخفيضْ مَن ذا تناقشُ؟ مَن يناقشُ؟ وجهُها أو وجهُهُ نصفٌ يعلّقهُ الظّلامُ على الجدارْ نصفٌ تعلّقهُ إناراتُ الشّوارعِ والعواميدُ القديمةُ والخرافاتُ الخبيثةُ كالتّميمةِ في جدارْ يتحدّثانِ ووحدَها مَن تستمعْ يأتي إليها مَن تمنَّع أن يجيءْ الأرضُ تبلعُ ساعتينِ من الوقوفْ ساعتينِ من انتظارِ الخوفِ لا يأتي ولكنْ... عند موعدِه يجيءْ سارَت إليهْ تُرِكَتْ لهُ سلكَت طريقَ الواقِفَين وظلَّها ابتلَعتْ نشيجَ بكاءِ طفلٍ ظنَّ ذاك الثّديَّ بئرًا والطّريقُ وقد خلَتْ تلكَ الطّريقُ مِن الأزقّةِ لم تَنمْ تحتاجُ شيئًا كان يصحبُها ولا يحتاجُ أن يسألْ تحتاجُ أن يبدو عليها حين لا يبدو كعادتِه القلقْ تحتاجُ رعشتَها أنوثتَها وشيئًا مِن وقاحتها وقد تحتاجُ إن وصلتْ لبسمتِها وشيئًا من نَضارتِها وما قد يُصلح الأصباغَ إذ هُتكِتْ وقد تحتاجُ إن عادت لمن عادتْ ممطرةٌ آلامُ اللّيل ومقفرةٌ تلكَ الأنثى أستقبلُ قدري يلتفُّ الوهمُ كعادتهِ حولَ استقبالي للأفكارِ المكرورةْ أشقُّ هذا اللّيل بمقصّ الأرقْ أخيطهُ بتقلّبي بقفزةٍ من مكاني وارتماءةٍ للخلف ألبَسُه رغمَ رداءةِ الجدرانِ من حولي ويَلبسُني رغمَ رداءةِ حزني ينتظرني لأنتهي مِن جميعِ ما يعرفُ عنّي وأنتظرُ تلك الّتي تحضرُ صدفةً وترحلُ قبلَ حضورها ممطرةٌ آثامُ اللّيل بفجرٍ تائبْ ألقُ التّسبيحِ لطاعنةٍ خيطٌ يتسحّبُ من خُرمِ الإبرةْ وشوشةُ الشّاي على النّيرانْ رائحةُ الخبزِ المحروقِ حديثُ الأمسِ وما في النّفسِ على عجلٍ والشّارعُ بالكاملِ ينحازُ لأنثى يغتاظُ رصيفٌ مِن عُشّاقٍ يُقتنَصونَ بقلبٍ واحدْ قبلاتٌ يسرقُها البعضُ هنا وهنا وعناقاتٌ جوعى دونَ براءةْ أنفاسٌ جدًّا مُحترقةْ والسّادسة صباحًا تمنحُنا فيئًا من ورقِ التّوتِ وتمنحُنا مَن تُلغي هذا الحشدَ وتُلغيني معهم لعلّكِ هناكَ الآنَ تجلسينَ مع عاشقٍ من ورقْ تندفعينَ كطلقةٍ لا تعودْ تشربينَ السّرابَ في عينيه وعندما يضعُ قلمَه على أبيضِ قلبِك تصرخين: لستَ لها لعلّكِ في الدّقائق الأخيرةِ من الرّحيلِ والعودةِ والدّقائقِ الّتي تنجبُ مللًا وضجرًا في حُجراتِ القلبْ حيثُ الابتسامةُ مدفوعةُ الجرحِ والدّمعةُ مدفوعةُ الجرحِ ورقصةُ البطريقِ فاشلةٌ فوق الخشباتِ المكسورةْ لعلّكِ تتوقينَ للمكانِ الّذي يسلّطُ عليك الأضواءْ وللأبواقِ الّتي تتبارزُ في ضجيجها لعلّكِ الآن في الدّقائقِ الأخيرةِ من حقبةِ الغيابْ ولعلّي لا أهتمُّ لعطركْ مشرشةٌ أنفاسي بما قبَضَت عليه لا أهتمُّ بدخانِكْ لا أهتمُّ بانفعالِكْ ولا لهذه الرّسائلِ النّصيّة القصيرةِ الطّويلةْ لا أهتم لقبلتكِ الميكانيكيّةْ وهداياكِ الأخيرةْ لا أكترثُ لمقعدِ اللّقاءْ وطاولةِ اللّقاءْ وأحاديثِ اللّقاءْ فأنا أريدكِ أنتِ لا سلّةً بائسةً مِن ذكريات.
" مظهر عاصف" أحمد علي عودة.
- شاعر أردني مِن أصول فلسطينية.
- من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980
- أعمال مطبوعة:
فلسفات جنازة (شعر)
هناك (شعر)
السّادسة صباحًا (شعر)
ما لم يقله أحمد عود