الديوان » مظهر عاصف » مزدحمٌ بك

السّادسةُ صباحا
مُزدحمٌ بكِ
فوضايَ ترفضُها الرّتابةُ والأناةْ
متناقضٌ وجعُ احتياجي للبقاءِ وللرّحيلْ
وململمٌ نزفي العميقَ ليستحيلَ قصائدًا
والشّعرُ قهرًا يستحيلْ
متناقضٌ بعدَ احتمالي للخريفِ
وكيفَ حدّثني طويلًا
كيفَ جالسني طويلًا
كانَ ضيفًا صادقًا لكنْ ثقيلًا
لا يميلُ مع الرّياحِ وينحني
والحزنُ أثبتُ فوقَ غصنِ الرّوحِ مِن عشَّ البكاءِ
ومِن حقيقاتِ الطّغاةِ فلا يميلْ
ضدَّانِ يَنثنِيانِ في جسدي النّحيلْ
يتشابكانِ تشابكَ الأغصانِ
في عمقي ومِن حولي ومِن منّي
وفي أعلايَ أو تحتي
وكنّا نعرفُ الأسرارَ أحيانًا وتعرفُنا
ونعرفُ وجهةَ الأحزانِ والأحزانُ تعرفُنا
فإذْ بالشّمسِ مُظلمةٌ
ووحدي مَن أريدُ الشّمسَ
أدعوها بأنْ تمطرْ
وأدعوها بأنْ تأتي
ولو في غيمةٍ حُبلى لتنجبَني إلى حتفي
لكي يتخاصمَ الضّدانِ مع ضدّيكِ في الموتِ
وكي نحيا ولو حينًا بوقتينَا
فيبدو وقتُك وقتي
مُتوجسٌ أخشى صكوكَ العفوِ
مِن كفِّ الحضَارةْ
مُتوجسٌ أخشى على الآلامِ مِن فضّ البَكارةْ
حينَ أُمسي دونَ موتٍ أو حياةْ
حينَ يبدو النّهدُ مختالًا
وتختالُ الأيائلْ
والأناملُ حينَ تبدو مُوجعاتٍ للأناملْ
والحصادُ يكونُ للحَصَّادِ لا عودِ السّنابلْ
حينَ لا أبقى وحيدًا في مكاني
حينَ ألقاني وحيدًا في مكاني
غيرَ أنّي في اعتكافي
لا يصاحبُني سوايَ
وليس يعرفُني سوايَ
فمَن نكونُ؟
ومَن نريدُ؟
ومن نصالحُ أو نقاتلْ؟
كيفَ أنتِ؟
كيفَ قلبي في جوارِكْ؟
هل نما حزنُ القصيدِ على ضفافِهْ؟
هل تكوَّرَ كالأليفِ على ذراعِكْ؟
هل تشاقى؟... هل تغابى؟
إنّه القلبُ الّذي فوقَ احتمالي
هل غدا فوقَ احتمالِكْ؟
هل تمارضَ كي يُعادَ مِنَ الزّهورِ
مِنَ الفَراشِ
وَأنَّ مرّاتٍ ومرّاتٍ لينعمَ باحتضانِكْ؟
هل تنسّكَ؟!
أمْ تزندقَ!!
هل تكاثرَ؟
هل تضاءلَ؟
هل تمايلَ؟
هل تطاولَ؟
كيف قلبي في جوارِكْ؟
هل غدا كهلًا وشيخًا؟
هل غزاه الشّيبُ ليلًا؟
هل تخضَّبَ حينما أبكاكِ حزنًا مِن بكائِكْ
مُزدحمٌ بكِ
متكدّسٌ عمقي بذاتِكْ
منطوٍ حدَّ التّوحّدِ
حين أسمو نحوَ كنهِ العشقِ مُنغلِقًا
وسرٌّ يفتحُ الأبوابَ
سرٌّ يُغلِقُ الأبوابَ
سرٌّ لارتقاءِ النّبضِ في ذاتي وذاتِكْ
كيف قلبي في جوارِكْ؟
مستريحٌ؟... أمْ غريبٌ؟
هل يُشاغبْ؟
هل سينجحُ باختبارِكْ؟
كيفَ قلبي في جوارِكْ؟
كانَ يومًا يأكلُ العصفورَ حيًّا
كانَ مفترسًا شقيًّا
يلبسُ الأزهارَ دِرْعًا كي يحاربْ
يشربُ الأشعارَ صِرفًا كي يُعاتبْ
كانَ في تقواهُ في كلِّ المواعظِ
بينَ مضطربٍ وتائهْ
فلنَعدْ مِن حيثُ جئنا
كيفَ قلبي في جوارِكْ؟
 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة