الديوان » مظهر عاصف » هل تسافرين معي إلى المريخ؟

السّادسةُ صباحًا
هل تسافرينَ معي إلى المرّيخْ؟
حيثُ لا تكونُ الأرضُ البريئةُ منّا
جزءًا مِن زوايانا المُظلمةْ
حيثُ لا تكونُ البديهيّاتُ مُعادلةً سُفسطائيّةْ
حيثُ لا تكونُ رؤوسُنَا في مطبخِ الخُطباءِ أوعيةً
نحاسيّةْ
هل تسافرينْ؟
فالاعتذاراتُ الّتي تقدِّمُها الفأسُ للأشجارِ تُغضبُني
البراهينُ الّتي يسوقُها الشّاطئُ للبَحَّار كيلا يمضي..
لا تُقنعُني
الحضاراتُ الّتي تستهلكُ الإنسانَ مِن داخلهِ تنهشُني
فامضِ معي حيثُ تكونُ أنباءُ الصّباحِ آخرَ ما يَشغلُنا
وإحساسُنا المشوَّهُ آخرَ ما نحملُهُ معنا
مُبتَلعٌ أنا ممِّن يهبطونَ علينا تِباعًا مِن ناطحاتِ
السّحابْ
مُقرمشةٌ أنتِ... مُشفَّيةٌ مِنَ اللّحمِ
أنتِ في ذُروةِ التّاريخِ سيّدتي
ومثلي... مثلُ مَنْ يحيَونَ خارجَهُ بلا وقتِ
ومثلي في الهوامشِ والحواشي تسكنينَ
ولن تسيري طالما لا زلتِ حائرةً على السّطرِ
هل تسافرينَ معي إلى المرّيخْ؟
يقولونَ: لا نعَراتٍ هناكْ
ولا يحملُ الفَردُ بينَ القبائلِ عارَ القبيلةْ
وسيفَ القبيلةْ
وإنّ الحصانَ الّذي يشتريهِ
حِصانٌ بلا لَقبٍ أو عشيرةْ
سأُرخِي العِمَامةَ عندَ الذّهابْ
وأُلقي كما قِيلَ لي جانبًا بذلتي
سأتركُ خلفي طُمأنينةَ الواعظينَ
حديثَ العجائزِ لمَّا يصفنَ الجدارَ
ودربًا يحاذي عيونَ الجدارِ لنحتاطَ فيهْ
ألم تُدركي بعدُ أنَّ الخلاصَ مِنَ اليومِ فينا غدٌ قد يليهْ؟
هل تسافرينَ معي إلى المرّيخْ؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة