الديوان » مظهر عاصف » الجدار

السّادسةُ صباحًا
ساعةٌ فوقَ الجدارِ تدقُّ في عَجَلٍ
وعلى الجدارِ دمٌ
وعلى الدّمِ المسفوكِ أتربةٌ
بالقربِ منهُ سِتارةٌ
وعلى الجِدارِ نتوءاتٌ وحشرجةٌ
هذا وقد مَالَ الجِدارْ
خلفَ الجدارِ مقاعدٌ
وعلى زوايا غرفةٍ صمَّاءَ يُنْسَجُ عنكبوتْ
حبلٌ تدلَّى مِن جروفِ السّقفِ
والنَفسِ الخَفَوتْ
قد أحضروهُ... وكانَ آخرَ سبعةٍ
يحيونَ متّفقينَ فيما بينهم
أنَّ التّلاشي أن تكونَ سواكَ
ليسَ بأن تموتْ
نحو الجدارِ مشى
تلفَّتَ واثقًا
مالَ الجدارُ
حذارِ أن يقعَ الجدارْ
ذاتيِّةُ الأشجارِ فيكَ تمنَّعتْ قطعَ الحدودْ
تتجدّدُ الأغصانُ فيكَ
ولا يجدِّدُ مَن يحاولُ قطعَها إلّا القيودْ
وديارُ جدِّكَ لم يعدْ في وِسعِها
أن تحتويكَ
وأنتَ إن حدّثتَ هرَّكَ
سائقَ الميترو
زميلَك قد تُعاقبُ في قرارْ
تحتاجُ منها إن ضممتَ بنيكَ
زوجكَ
إن لعبتَ النّردَ في المقهى
وصلَّيت القيامَ إلى قرارْ
قد حاولتْ أن تستظلَّ
كأنتَ لكنْ
ظَلَّ يرفضُها الجدارْ
قد حاولَتْ ترمِيمَهُ
لكنّه مِن سقطَةٍ ينجو ليلجأَ لانهيارْ
فبمنْ سكنتَ لكي تحاورَ قاتلَكْ؟
وبمَن وثقتَ لكي تصاحبَ خاذلَكْ؟
وأردتَ ظلّا ليس يُعطى مِن جدارْ؟!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة