الديوان » مظهر عاصف » لا أهتمُّ عادةً

السّادسةُ صباحًا
لا تهمُّني باريسْ
ولا مدينةُ الضّبابْ
وكنتُ لا أهتمُّ عادةً
فلماذا يهتمُّ مَن لا يعرفُ الفرقَ بين العِطرِ الفرنسيِّ
ورائحةِ الإطاراتِ المُشتعلةْ؟
الفرقَ بينَ «البيتزا» ورغيفِ الطّابونْ؟
الفرقَ بينَ «قصرِ الإليزيه» وصفيحِ المخيّمْ؟!
بينَ الحجرِ البازلتيّ وشاهدِ القبرْ؟
بين المَتحفِ الّذي بُنيَ في القرنِ السّابعَ عشرَ
والبيتِ الّذي هُدمَ في القرنِ العشرينْ؟
وكنتُ لا أهتمُّ عادةً
فسلّةُ الأخبارِ في دُكّانتِنا مليئةٌ بالجثثْ
ومَتجرُ الأرضِ مُكدّسٌ بالجماجمْ
والخُصوماتُ الشّتْويّةُ
الصّيفيّةُ
على جلودِنا فقطْ
إذ يصبحُ الإنسانُ تَجرِبَةْ
في معملِ الحروبِ تَجرِبَةْ
في مَخبرِ السّلاحِ تَجرِبَةْ
في ساحةِ السّياسةِ المُضّلِلةْ
في حضرةِ الضّياعِ تَجرِبَةْ
لا شيءَ يملأُ رأسي مُنذُ الصّباحْ
روتينُ مشاعري لا طارئَ عليهْ
الأحاديثُ ذاتُها
الأحداثُ ذاتُها
الحِكَمُ الصّباحيةُ ذاتُها
مُعادةٌ في نشرةِ الأخبارِ للفقراءْ
خِياراتُ الهجرةِ عبرَ الجوازاتِ المُؤقّتةِ
والمُزوّرةِ
خِياراتُ الموتِ عبرَ البرِّ
والبحرِ
والموتِ مِن قذيفةٍ
أو قنبلةْ
لا تهمّني باريسُ لأنَّ لا شيءَ يهمُّني
فطولُ برجِ إيفيلْ
أقصرُ مِن طولِ المقابرِ الجماعيّةِ
في بلادي
لا تهمُّني شقراواتُها
فلا فرقَ عندي بينَ النّهدِ الأبيضِ والأسمرِ
على السّريرْ
ولا الشّعرِ الطّويلِ
ولا القصيرِ
على السّريرْ
لا أكترثُ لدورِ السّينما
فأفلامُ الرّعبِ الّتي يُخرجُها الأمريكيّ
أفلامٌ مكرّرةْ
وأفلامُ الحبِّ السّخيفةِ الّتي يكتُبها الأمريكيّ
أفلامٌ مكرّرةْ
والبداياتُ
النّهاياتُ سادتي مكرّرةْ
لكنّنا الكومبارسُ دومًا في الحكايةْ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة