السّادسةُ صباحًا إنَّ ساعتي ومُذ تعطّلتْ تـُشيرُ نحوَ الواحدةْ ودخولُكِ السّريُّ بيتي ليسَ يدهشُني فقطْ بل يدهشُ الفراغَ والدّخانَ إذْ نفثتُهُ ويدهشُ الجدرانَ إذ تعوَّدَتْ ألّا تَراني جالسًا أُصغِي إلى مُعاتِبةْ ثوري بمنطقِك الغريبِ ولا تبالي إن تركتُكِ كي أحضَّر شايَنا هربًا مِنَ الشّكوى لديكِ أو العتابْ قودي انقلابًا قد يحرّرُكِ مِنَ المهزومِ في صوتي فلن تتحرّري منّي ومن وجعِ القصيدةِ إن أردتِ بلا انقلابْ هذا مكانُ الهارباتِ ومَن أردنَ النّومَ بين دفاتري هذا مكانُ الغاضباتِ عليَّ أحيانًا لأنّي لم يلدْ قلبي لهن كما أردنَ مشاعري قد تقرئينَ كما قرأنَ اللّحظةَ الأولى لموتِ عزيمتي قد تشهدينَ معاركَ الأيّامِ فلسفةَ الجراحِ وقد ترَينَ دمي يَسيلُ على دمي وترَينَ في نزقِ المكانِ وما تركنَ وراءهنَّ مآثري
اللّيلةُ الأولى كهذي اللّوحةِ المُسجاةِ في النّيرانِ لا ذكرى لها الصّيفُ فيها لم يطالبْ ريشةَ الرّسامِ أن يجري كطفلٍ عابثٍ فوقَ الرّمالِ وغروبُها المنسيُّ مُذ علّقتُها ما زالَ يغرُبُ دونَ أن تُخفيهِ ساكنةُ التّلالِ مَن كانَ يسكنُني قديمًا قد مضى وتفتّشينَ عليهِ مُذ حادثتكِ عن كوبِ شايي مِن خلالي هل تتقنينَ الرّقصَ إن يومًا مضيتُ بنا لنقتلَ عبرَ رقصتنا الجمودْ؟ هل تتقنينَ خياطةَ الجرحِ الّذي في داخلي؟ هل منكِ أُشفَى؟ كم سأسألُ كنتُ هذا اليومَ عن وجعٍ يطبّبُه الشّرُودْ أنا في مكاني غيرَ أنّي لستُ أعرفُ كيفَ مِن سفري أعودْ هذا مكانُ الرّافضاتِ لدعوتي إذْ بتُّ لا أدعو سوايَ على العشاءِ المَقعدُ المحجوزُ كانَ نكايةً بالفردَويّةِ داخلي بتجرّدي مِن كلِّ لحنٍ قدْ يقودُ إلى البكاءِ بتجرّدي مِن كلِّ لونٍ فوق لوحاتي يكونُ من انتقائي أنا غاضبٌ منّي ومنكِ ومنَ الغيومِ الباعثاتِ الحزنَ في هذا الشّتاءِ مِن كلّ لوحاتي الّتي آلمتُها من كلِّ أشيائي ومقتنياتي أنا غاضبٌ _ما دمتِ تستمعينَ صامتةَ الجوارحِ_ مِن فمي فقدَ استساغَ طعامَه ال يخلو مِن الحلوى مِنَ العُنّابِ مِنْ لحمِ الظّباءِ لو كنتِ لي لو كانَ لي أن أحقِنَ الكلامَ _كلّما كرّرتُني وفردتُ ذاكرتي أمامي_ بالسّكوتْ لنزعتُ منّي مَنْ أردتِ بقاءَه مَنْ شئتِ أن يحيا وشئتُ بأنْ يموتْ مهزومةٌ تلكَ البحارُ صديقتي تلك الّتي في داخلي تلك الّتي لا تعرفُ الأمواجُ فيها كيفَ تبتلِعُ اليُخوتْ.
" مظهر عاصف" أحمد علي عودة.
- شاعر أردني مِن أصول فلسطينية.
- من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980
- أعمال مطبوعة:
فلسفات جنازة (شعر)
هناك (شعر)
السّادسة صباحًا (شعر)
ما لم يقله أحمد عود