الديوان » مظهر عاصف » الفائضُ منكِ

السّادسةُ صباحًا
للمرّةِ الأولى تفضّلينَ الغرقْ
وللمرّةِ الألفِ تلملمينَ عطرَكَ
والفائضَ مِن كلّ ما فيكِ وتحضرينْ
كيفَ تجتمعُ جمرةٌ ملتهبةٌ مع طفلةٍ مائيّةٍّ في جسدِكْ؟
كيف تمتدُّ الصّحراءُ إلى فصلِ ربيعِك بهذا الشّكلْ؟
للمرّة الأولى تتملّصينَ مِن ذراعيَّ
ومِن أنفاسي المحترقةْ
تتملّقينَ البرودَ كي يتساقطَ فوقَ الرّغبةِ فينا صمتُ
الشّفتينْ
تتجرّدين من همساتي بصوتِ التّأنيبِ الميّتْ
تبادلينَ نظراتي بعباراتٍ حُبلى: بتوقّفْ
يكفي
يكفينا
حَطَّمتَ وجودي
أخشاكَ وأخشى نفسي
أستسلمُ للرّفضِ
ولا أستسلمُ للخوفِ النّابتِ في هذا الصّوتِ النّاعمْ
أتوقّفُ عن عزفي
ولا أتوقّفُ عن إغراقي باللّحنِ الصّادرِ من شفتيكِ
أتوقّعُ أن أمسكَ بين يديَّ اللّحظةَ
كي أفترسَ الأنثى فيكِ
بهدوءٍ تعشقُ أنثايَ بأن أعصِرَها بهدوءْ
أشتمُّ النّهدَ النّافرَ وأداعبُ تكويرًا لا يتكرّرُ فيهْ
وأمرّرُ بعضَ الشِّعرِ على الحَلَماتِ الآبقةِ على هرمِ
الممنوعْ
 فارتدي لي فستانَك الأحمرَ
واخلعي ما تحتَه مِن ثِيابْ
أنتِ كما أنتِ هكذا الأنثى الّتي تفتحُ بابًا
وتُغلقُ ألفَ بابْ
أنتِ كما أنتِ هكذا بلا مساحيقَ شهيّةٌ
ولذيذةُ النّهدِ
ومُسكرةُ الرُّضَابْ
إنّهُ موسمُ الحبِّ البدائيِّ الّذي
تتماهى فيهِ وديانٌ لتسكنَ في الهِضابْ
إنّه عزفُ الشّفاهِ على انحناءاتٍ مُغنَّجَةٍ
فهل في الآهِ شيءٌ مِن عذابْ؟
ارتدي لي فستانَكِ الأحمرَ إن دعانا اللّيلُ
أن نخلعَ عنَّا الخوفَ
ونستسلمَ لمذاقاتِ السّريرْ
إنّني بالكادِ أمشي كلّما فاجأتِني بالنّهدِ مُنكَفئًا على
جنبيهِ
والحلماتِ إن لجَأتْ لثغري بينَ حُمَّى اللّثمِ
أو حمَّى الزّفيرْ
إنّني أزحفُ فوقَ هذا الجسدِ الماثلِ للعصرِ
وللجذبِ... ونيرانِ السّعيرْ
كلُّ ما يبدو أمامي كانَ قبلَ لقائِنا
في رشّةِ العِطرِ الّتي تتعطّرينَ بها يَطيرْ
إنّي أشمُّ اللّهفةَ الأولى الأخيرةَ فوقَ هذا النّحرِ
تحتَ الأُذْنِ
بينَ الذّقنِ والشّفةِ الصّغيرةِ
حين يختارُ الأسيرُ السّجنَ
والسّجنُ الأسيرْ
إنّني أرفعُ كلَّ أسلحتي بوجهِ الصّمتِ
أدفعُها ككلِّ الرّاغبين إلى التقاءْ
أنّني لمَّا أعانقُ كلَّ ما فيكِ
أعانقُ كلَّ صوتٍ شبَّعتهُ الهمسةُ الحَيرى
إذا امتزجَ النّداءُ مع النّداءْ
ارتدي فستانَكِ الأحمرَ ومِن ثمَّ اخلعيهْ
عندَ آخرِ رقصةٍ
أو عندَ أوّلِ شهقةٍ
أو عند أشهى غنجةٍ عنكِ اطرحيهْ
ليلُنا لا يفضحُ الأسرارَ إن لم تلبَسيهْ
فاستريحي جيّدًا
ثم استحمّي بالخجلْ
وتحسَّسي وجهي بكفَّيكِ وثَغري بالقُبلْ
ها أنتِ أنثاي الّتي تنحازُ للجسدينِ إن باتا
كيانًا واحدًا
مُستسلمًا لمَّا شرَعْنَا بالغَزَلْ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة