الديوان » مظهر عاصف » حمولةُ الشّيب

السّادسةُ صباحًا
سأمضي بما يحملُ الشّيبُ منّي
وما تحمِلُ السّاقُ ممّا تكسَّرَ دونَ السّقوطِ
ودونَ ارتمائِي على صدرهِ
وفي لحظتيَّ اعترافي أمامَي
وأيًّا سأركبُ مَنْ حافلاتِ الزّمانِ
أمدُّ يدِي للغلامِ الشَّقيِّ
الصَّبيِّ الغَبيِّ
فألقى كوابيسَهُ الجاثماتِ
يُعربدنَ كالمومساتِ الحُبالى عليهِ
ويَسخرنَ منهُ
 ومِنْ طُهرِهِ
ويَذبحنَهُ
يقتلعنَ البراءةَ
كلَّ العنادلِ في فكرِهِ
يفرِّغنَهُ منْهُ
مِن محتواهُ
ومِنْ آدميَّتِهِ حينَ ماتتْ
مراكبُهُ
لحظتاهُ
الدُّوَاةُ
وقهرُ الملامحِ في بَرِّهِ
ومهما تأرنبَ في سرِّهِ
ومهما تمجَّدَ في جهرِهِ
وأمضي بما فيهِ مِن قادمٍ
تخلَّفَ عنْ وعدهِ إذْ تجيءُ
البعيداتُ مِنْ قادمٍ للحضورِ
وتُشوى انتظاراتُهُ _للبعيدِ
البسيطِ
العنيدِ _على قهرِهِ
تمرُّ المسافاتُ حتّى يضيقُ
ولا وجهَ يعرفُ لمَّا تمرُّ
ولا طفلةٌ ظنَّتِ الغيمَ حلوى رآها
وكانتْ تظنُّ الفراشاتِ تصحو
وتغفو اختيالًا على سطرِهِ
وظنَّت ككلِّ اللّواتي عشقنَ
سيأتي على خيلِهِ مانحًا
يديهَا
ضفائرَهَا النّاعماتِ
عِنَانَ العناقاتِ والمُضحكاتِ
فلا يُشفقانِ على ظَهرِهِ
وكانتْ تظنُّ
وقدْ ظنَّ هذا
فجاءَ الزّمانُ على ظنّهِ
وغارَ الصَّهيلُ على مُهرِهِ
وظنَّت
ككلِّ اللّواتي عشقنَ
سيأتي بما فيهِ مِن عاشقٍ
ببعضِ الورودِ
الحروفِ
الجديدِ
فلمَّا رأتهُ رأتْ عاشقًا
يسيرُ ببعضِ الورودِ
الحروفِ
ببعضِ الشّواهدِ في قبرِهِ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة