الديوان » جابر الزهيري » معلقة ليست على الكعبة

مُعلّقةٌ ليست على الكعبة
 
وصار الحرفُ في حلقي 
حبيسَ القهرِ يا " ليلى "
و ما عادت بحورُ الشعرِ
 تتبعني 
و باتت تأنف الفرسان 
و الخيلا
و سيفي لم يزل صدئا
فهل يقوي 
على تأديبِ من كانت نواياهم 
تروم بخسةٍ نَيلا ؟! 
فوا أسفاهُ " بنت عدي "
وا أسفاه يا ليلى
      * * *
صراخُكِ أزعجَ السُمّارَ 
فأتنسي ببعضِ الصمتِ
 أو قومي 
ـ بلا حرجٍ ـ إلى هندٍ بأطباقٍ 
تضمُ رُفاتَ عِزتِنا
و قولي : أمرُ سيدتي
و قولي : إننا خدمٌ 
وطوع الأمر مولاتي
وقومي قدمي الأعذارَ عن جُرمٍ فعلتيه 
بحق أميرهم عَمرا
بأن أسميتني عَمرا
لأني دونما وعيٍ و تقديرٍ 
سلبتُ الاسم جوهرَه 
فعاشَ مُصعلكاً عُمرا
فما كنا سوى الخدام 
و إن كُنا 
ملوكَ العُربِ في تَغلُب 
                    * * * 
تناسي في مجالسهم 
إباء " مهلهلٍ " 
جدّي 
وما سطرتهُ كفُّ العزِ 
من دُرَّاتِ أشعاره
فشعرُ مهلهلٍ معناه 
في مكنونِ أغواره
و لا ندري سوى بعضاً
من الألفاظِ 
ترسو في مرافئها 
على أعتابِ أبياتٍ 
ينمقُها 
و رغم طلاوة الكلماتِ 
رغم تدفقِ الأنغامِ
بالأوزان
قد سارت ببحرِ التيه أعواماً
و ما باحت بأسراره 
                 * * *
و عن نفسي
 سأنزعُ هيبةَ الأمراءِ عن جلدي 
و إن هتفوا لصاحبهم 
سيهتفُ قبلَهم صوتي 
لأمجادٍ مُزيفةٍ
وأغفلُ صفحةَ العارِ
و أُمطرُه بمدحٍ في مُعلّقةٍ 
بدايتها :
ألا هبي إلى هندٍ مُبجِلةً 
فخيرُ الناسِ يا أماهُ داعينا
و إن تأمركِ بالإذعانِ 
فاستجبي
فكل الفخرِ أن نأتي مُلبينا
::::::::::::::::::::::::::::
 
و إن عُدنا 
و قال الأهلُ ـ في غضبٍ ـ :
أضعنا عِزَ أجدادي 
أجبناهم 
بقولٍ فيه بعض فصاحةِ الأجدادِ 
يا ليلى
تواضعنا !!!
و إن قالوا :
 جبانٌ ضيّعَ الأمجادَ 
فابتسمي !!!
و قولي : 
إنما ولدي فتي حذقٌ
وتلك سياسةٌ عُليا 
و نهجٌ لو تعلمتم مبادئه
لكنتم كابن كلثوم 
                  * * *
و ليتك قبل عودتنا 
يكون الدمعُ في عينيك
 قد جفا
فلسنا أول الجبناء في أيام عولمةٍ 
تروم لعربنا نسفا
ولسنا 
أخر الموؤد مجدهمو بقبر الذل
و بدد خطوهم خسفا    
و ما التأمت جراحهمو 
ولكن
 جددت نزفا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جابر الزهيري

جابر الزهيري

17

قصيدة

شاعر وكاتب مسرحي مصري عضو اتحاد كتاب مصر عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية رئيس نادي أدب أبو قرقاص عضو جمعية الأدب الحديث (أبوللو سابقا)

المزيد عن جابر الزهيري

أضف شرح او معلومة