وصار الحرفُ في حلقي حبيسَ القهرِ يا " ليلى " و ما عادت بحورُ الشعرِ تتبعني و باتت تأنف الفرسان و الخيلا و سيفي لم يزل صدئا فهل يقوي على تأديبِ من كانت نواياهم تروم بخسةٍ نَيلا ؟! فوا أسفاهُ " بنت عدي " وا أسفاه يا ليلى * * * صراخُكِ أزعجَ السُمّارَ فأتنسي ببعضِ الصمتِ أو قومي ـ بلا حرجٍ ـ إلى هندٍ بأطباقٍ تضمُ رُفاتَ عِزتِنا و قولي : أمرُ سيدتي و قولي : إننا خدمٌ وطوع الأمر مولاتي وقومي قدمي الأعذارَ عن جُرمٍ فعلتيه بحق أميرهم عَمرا بأن أسميتني عَمرا لأني دونما وعيٍ و تقديرٍ سلبتُ الاسم جوهرَه فعاشَ مُصعلكاً عُمرا فما كنا سوى الخدام و إن كُنا ملوكَ العُربِ في تَغلُب * * * تناسي في مجالسهم إباء " مهلهلٍ " جدّي وما سطرتهُ كفُّ العزِ من دُرَّاتِ أشعاره فشعرُ مهلهلٍ معناه في مكنونِ أغواره و لا ندري سوى بعضاً من الألفاظِ ترسو في مرافئها على أعتابِ أبياتٍ ينمقُها و رغم طلاوة الكلماتِ رغم تدفقِ الأنغامِ بالأوزان قد سارت ببحرِ التيه أعواماً و ما باحت بأسراره * * * و عن نفسي سأنزعُ هيبةَ الأمراءِ عن جلدي و إن هتفوا لصاحبهم سيهتفُ قبلَهم صوتي لأمجادٍ مُزيفةٍ وأغفلُ صفحةَ العارِ و أُمطرُه بمدحٍ في مُعلّقةٍ بدايتها : ألا هبي إلى هندٍ مُبجِلةً فخيرُ الناسِ يا أماهُ داعينا و إن تأمركِ بالإذعانِ فاستجبي فكل الفخرِ أن نأتي مُلبينا ::::::::::::::::::::::::::::
و إن عُدنا و قال الأهلُ ـ في غضبٍ ـ : أضعنا عِزَ أجدادي أجبناهم بقولٍ فيه بعض فصاحةِ الأجدادِ يا ليلى تواضعنا !!! و إن قالوا : جبانٌ ضيّعَ الأمجادَ فابتسمي !!! و قولي : إنما ولدي فتي حذقٌ وتلك سياسةٌ عُليا و نهجٌ لو تعلمتم مبادئه لكنتم كابن كلثوم * * * و ليتك قبل عودتنا يكون الدمعُ في عينيك قد جفا فلسنا أول الجبناء في أيام عولمةٍ تروم لعربنا نسفا ولسنا أخر الموؤد مجدهمو بقبر الذل و بدد خطوهم خسفا و ما التأمت جراحهمو ولكن جددت نزفا