هي أرضُكَ البورُ الّتي استصلحتَها
ورسمتَها بأرُزِّهَا
بالقُطنِ
بالبلحِ المجاورِ قمحَهَا
ووهبتَ مثلَ أبيكَ آخرَ ما لديكَ وأوَّلَكْ
وهي الّتي لوَّنتَها
أو لوَّنتكَ بشمسِها
وسمائِها
لتكونَ لكْ
هي أنتَ
يُشبِهُكَ التّرابُ فلا تدعْ سمسارَها يبتاعُ صخرَكَ
بيتَكَ الطّينيَّ
نخلتَكَ العتيقةَ إنَّهُ
لبِناءِ أروقةِ القصورِ على الجماجمِ سوفَ يَهدِمُ منزلَكْ
ولأجلِ أن يحيا ببذلتِهِ الأنيقةِ
بابتسامتهِ الغبيّةِ
بالبلاهةِ قدْ يَكِيدُ ليقتلَكْ
هي أنتَ إن رفضَتْ يداك بأنْ تصفّقَ للّذي
سُفِكَ الفقيرُ على يديهْ
ولديكَ أنتَ ولن تكونَ كما يشاءُ لها لديهْ
هي أنتَ فالزمْ موطنَكْ
سِمسارُنا مِن أجلِ بِركَتهِ وربطَةِ عنقِهِ
قدْ باعَ قريتَكَ القديمةَ
والمَناحلَ
والحظائرَ ضاحكًا
وكذا اشترى من دونِ أن يبتاعَ شيئًا مَصيَفَكْ
هي أرضُكَ الموجودُ فيها أنتَ مِن قبلِ الحضارَةِ
والحجارةْ
هو لا يرى ما فيكَ أو فيها سوى
دُكَّانةٍ لم يبقَ مِن حيطانِها ورفوفِها
إلّا النُّشَارةْ
تلكَ العِصَابةُ حوَّلَتْ دمَنَا
وعَظْمَ الميّتينَ إلى بضاعةْ
تلكَ العِصَابةُ لم تخضْ حربًا
ومعركةً سوى في الشّاشةِ الزّرقاءِ
والتّلفازِ
والصُّحفِ العَميلةِ والإذاعةْ
تلكَ العِصَابةُ مَن تهدِّدُنا
وتَقمَعُنا
وتضرِبُنا بحدِّ السَّيفِ تخشى مِن ذبابةْ
تلكَ العِصَابةُ لم تكنْ
مُذْ زوَّرتْ تاريخَها إلّا عصابةْ
هم يهدِمُونَ الرّفضَ فيكَ
فلا تُطِعْ مَن يهدمونْ
هم ينسِفونَ مرارةَ اللاءاتِ فيكَ
فلا تدعْهم يَنعَمونْ
كنْ في مكانِكَ
إنَّ فيكَ مِنَ البقاءِ الجَذْرَ كي فيها تُشرِّشَ
حينَ لا يبقى سواكَ ويرحلونْ
فوقَ ردمِكَ إنَّهمْ
وبكلِّ ما فيهمْ لدَيها عابرونْ.
101
قصيدة