هذا ال حزيرانَ أهدتني عباءتَها ما كان أجملَ في نفسي هداياها تأجّج الشوقُ في قلبي فأرّقني واسترجع العمرُ أياما قضيناها يا عذبةَ النفس ما زال الهوى غضّا يُراودُ الروحَ عن أغلى خفاياها ما كان أجملَ في عينيّ رؤيتها وكان أشهى إلى الأضلاع لقياها وكان أقسى على الوجدان فُرقتها كأنَّما الروحُ ضجَّت في مناياها أخفيتُكِ الدهرَ في الشريان خفقَتَهُ وفي الحنايا وريدا من حناياها جودي بوصلك فالأيامُ قاضيةٌ فينا عهودا على شوقٍ قطعناها يا حزيرانُ تمهّلْ لم يزل عندي كلامٌ لم أقلهُ لم تزل في الليل أحلامٌ كثيرةْ. لم تزرني. لم تزل في العمر آمالٌ على مفرق دربي فانتظرني. ******* يا حزيرانُ تمهّلْ فأنا أبحثُ في كلِّ صباحٍ عن عيونٍ تركتني في بحار العمر رُبّانا وحيدا. قذفتني للمنافي زاهدا في ذكرياتي ناذرا للشوق أيامَ ارتحاليْ. لم أزل في غربتي أبحثُ عن طيفٍ بهيٍّ لم يجِئْني. ***** لم يزل في دفتري عشرُ قصائدْ. لم أقُلها. وثلاثون رسالةْ. لثلاثين شتاءً قارسا دون يديها. باحثا عنِّي ولكن لم أجدني. كلَّ صيفٍ يتبدى طيفُها عذبا بهيّا وأراها في حزيرانَ تراتيلَ حنين وأراني في شجوني صادق الوعد نبيّا ******** عشقتُ عينيكِ كم حاولتُ أخفيها بيني وبيني، وهمسُ الروحِ يبديها يا منتهى الشوقِ، يا سؤلي، ويا أملي وغايةَ الروح يا أشهى أمانيها. ********* يا حزيرانُ يجيءُ الصيفُ هذا العامَ، رغمَ البُعدِ، مزهوَّا. مائسا بالشوقِ، بالوجدِ، بألوانِ الأمانيْ وعلى منتصفِ العمرِ أراني مفعما بالشِّعر، بالأحرفِ بالعينين، بالأمس البعيدْ. وأراها نَجمةً تؤنسُ ليلِي... قطرةً تُحيي ذبوليْ... وأراها قمرَ الصّيفِ وزهرَ الياسمين. تمخّض الصيفُ عن عينيك فابتسمت سرائر الشوق: قاصيها ودانيها ولفّني الوجدُ بالتَّحنان يا أملي حتى نظمتُ جُمانا في قوافيها طوبى لقلبك يا لحنا على شفتي يا نجمةً في سما عمّانَ تُزهيها أودعتُكِ الله في سرٍّ وفي علنٍ يحفظْ عيونك للدنيا وما فيها... ******* أيّ شوقٍ ذلك المخبوءُ في صدري سنينْ يا حزيرانُ انتظرنيْ انتظرها. لم نزل نبحث عنّا بين ماضٍ وأنينْ انتظِرنا علّ صيفا يا حزيرانُ جديدا سوف يُلقِي في طريقَينا زهور الياسمين. أبو ظبي 27/ 06/ 2020.
• مواليد الأردن - عمَّان.
• بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994.
• ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998.
• محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي.
• عضو ر