يجيء المساءُ كعادته مترعا بالحنينْ الحنينْ إلى الراحلين المقيمين في همسات الصدى في المكان القريبِ البعيد المدىْ. الحنينْ إلى شقشقات الصباح ال يجيءُ بأطيافهم للشروق. الحنينْ إلى خطوهم في الدروب كوقع الندىْ. الحنينْ إلى عطرهم حين يضّوّعون زنابق شعريّة النفحاتْ. يجيءُ المساءُ على غير عادته مفعما بالأمل. يقول الغريبُ لصاحبه: هل قرأتَ رسالتها في الصباحْ. يقولُ: تأخرتُ في النوم. فمرّ القطار سريعا ولم أنتبه لصرير الحروف. يقول المسافرُ: ثمة تذكرةٌ لغريبين كانا هنا. يقول الغريبُ: تفقدْ كتابَكَ هل ما تزال القصيدةُ مكتوبةً بدماك؟؟ أقولُ: كتبتُ بدمعٍ خفيٍّ وحين أفقتُ رأيت قطارا وراء المحطة. يقول صغيرٌ لوالده: أين أخفيتَ عني السكاكرْ يقول: نسيتُ الحقيبة في البيت قبل العِشاءْ أقولُ: اسألوا سائقَ الحافلة. لعلي نسيتُ حروفي لديهْ. تقول عجوزٌ: تفقّد ضلوعكْ. لعلّ سنونوةً غادرت عشّها قبل عامٍ ونصفْ. أقولُ: دعيها فقد أرهقتها التفاصيلُ حدّ السفر. تقول الصغيرةُ: قُصّ عليّ حكايةَ قيسٍ وليلى لعلّي أنام. أقول لقافية في الكتابِ: خذيني لحرفك قيثارةً في ليالي الشتاءْ. تقول القصيدةُ: أغلق كتابّكَ ما ثمَّ متسعٌ للغناء أقول: ارفعيني إلى نجمة قاب طيفِ منام. تقولُ: تمهّل فما ثمّ متّسعٌ للقاءْ. أقولُ: أعيدي لي الأمنياتِ فما ثمّ متسعٌ للبقاءْ. دعوني وشأنيَ هذا المساءْ أبوظبي 16 /04 /2020
• مواليد الأردن - عمَّان.
• بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994.
• ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998.
• محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي.
• عضو ر