الهاملانِ: الدمعُ والمطَرُ
والمُشْرِقانِ: الخدُّ والقَمرُ
والمعلنانِ صبابتي شَفَتا
ن عليهما يستيقظ الوَطَرُ
أملٌ لكلِّ مؤمِّلٍ وإِذا
نظرتْ تداعى دونها النَّظَرُ
مَلَكتْ عليّ حشاشتي وهوا
يَ كأنّها في عَتمتي البَصَرُ
أخفيتُ عنها كلّ خافقةٍ
والقلبُ يُثقلُ نَبضَهُ السَّفرُ
ونذرتُها للشوق أمنيةً
ظبيٌ وتقصرُ دونهُ الصُّورُ
شَعرٌ لها كالليلِ مُنسَدِلا
والبدرُ يكشف حُسنَه السَّمَرُ
والحاجبان كأنَّ أغنِيَتَي
ن عليهما يترنَّمُ الوتَرُ
ما كان أجملَها وأعذبَهَا
فكأنّها الإشراقُ والسَّحَرُ
ضنّت بها الدنيا فأرّقني
في غربتي التحنان والسَّهر
عشرين عاما أو تزيدُ وَهِيْ
بَوحي، وفيها النظمُ ينتثِرُ
وهِي الحروفُ وهمسُ قافيتي
ولها بكلِّ قصيدةٍ أثرُ
جاءت فزالت كلُّ نازلةٍ
عنّي وزال الهمُّ والكدَرُ
واستبشرت روحي برؤيتها
من بعدِ عُجفٍ ليس تُعتصرُ
يا ربّ قرّب دارها فَأَنا
يقضي عليّ ببُعدِها الضَّجَرُ
أبوظبي 19 / 07/ 2020.
قُل الحمدُ للهْ
فما زال في العمر متسعٌ يا صديق.
وما زلتَ تخطو بساقيك هذا الطريقْ.
فثمّة غيرك لا يستطيعون
قل الحمد لله ما زال يبزغ فينا النهارُ
ويحنو على الكائنات البريقْ.
قل الحمد للهِ
ما زلت تستنشقُ العمرَ كلّ صباحْ
وتبدأ يومك بالأغنياتِ
وتلثم زهر الأقاح.
فثمّة غيرك لا يستطيعون.
قُل الحمدُ لله
لي وطنٌ سيدثّرني حين تجتاحني السانحاتُ
وتقسو المسافاتْ
وتلفظني منهكا سكّة العمر، والطرقاتْ
فثمة غيرك لا يملكونْ.
قُل الحمدُ لله
في حيّنا متسعٌ لإقامة طقس العزاءْ.
ولي صبيةٌ يتقنون صلاة الجنازة
سيسّابقون لإكرام لحدك ذات مماتْ
فثمّة غيرُك لا يملكون.
قُل الحمدُ لله
لي غرفتان وحاكورةٌ.
وخزّانُ ماءْ.
ومدفأة لليالي الشتاءْ.
ولي غرفتي وسريرٌ صغير
وعندي خزانةْ
بخمسة أبوابْ.
بها فوق حاجتنا من ثيابْ
فثمّة غيرك لا يملكون.
قُل الحمدُ للهْ
مهما تفشّى الوباءُ وعمّ البلاءُ
فما دمتَ أنت وأهلُك
والأقربون، بخيرٍ
فحتما سيمضي
ويصبحُ ضربا من الذكرياتِ
فثمّة غيرُك
قد طالهم منه ما لا يطيقونْ.
أبوظبي 16 / 04 / 2020