ضاقت حروفُك بالكتابهْ
ضاقت قوافي الهجر
بالتزويقِ
بالشِّعرِ المنمقِ، بالخطابهْ.
ضجَّت دروبُ النظمِ باللغة العتيقةِ
بالتراتيل المملة بالرتابهْ
ضاقت وضاق بك المدى
وتبعثرت بك كل أركان المكانِ
وضاق صدرك بالضلوعْ
واحترتَ من أيِّ الجهات
يُسدِّدون لك الإصابهْ.
..............
كلُّ المدائن بعد عهدكَ كربلاء
كلُّ القصائد تستحيل رصاصة
تغتال فيك الكبرياء.
كل الديار إذا ارتحلتَ سحابةٌ
تؤويك بعضَ الوقت ثم تعيد طرحك
مثل حبات المطرْ
تلقيك في درب الزمان مفرقعاً
كالكستناءْ.
مطرٌ
تلوّنه أكاذيبُ الليالي وادعاءاتُ اللقاءِ
بغير ألوان المطرْ
بلون الريحِ
حين تبيحُ بعثرةَ الأماكن فوق أغصان الشجرْ
بلوني أو بلون قصيدةٍ
ضاقت بها حتى التعابيرُ الركيكةُ
واستراح بها البديعُ
وشابها لونُ الكدرْ.
مطرٌ...!!
ككلِّ الأصدقاء يغادرونك دون عذرٍ أو سببْ
ويغلِّقون الباب دونك ثم يرتجفون في وجلٍ
كحبّات المطرْ.
لا الشّعرُ يُرجِعهُم ولا
تأتي بهم سبلُ الوصالْ.
هم غادروك على المدى
واخترت أن تبقى وحيدا
لحناً تنافرَ وقعُهُ
ضاقت به الأسماعُ والأنغامُ.....
ضاق به الوترْ....!!
هم خلَّفوك رصاصةً طاشت
وضيعها الصدى
ونسوا سويعات الوصالِ
وعذبَ آمال السَّمرْ
حزنٌ تناثر في المكانْ
حزنٌ يلوِّن دمعتي بدمٍ ونارْ
ونشيجُ ليلِي ليس تخفيه ابتساماتُ النهارْ.
نارٌ تَقيدُ بأضلعي
فتعطلت رئةُ الزمانْ
وتشابهت كلُّ الصورْ
أبو ظبي 27 /5/2006
184
قصيدة