كالعيس أتعبها الحِداءْ كالبدر في كبد السماء كالريح، كاللغة العتيقة ، كالصباحات الجميلةِ كارتعاشات اللقاء. ومضيتَ وحدك... هل ما يزال لديك متسعٌ لأشعاري الخجولةِ، لانفعالاتي البريئةِ، للقصائدِ، للتراتيل الحزينةِ، هل لديّ اليوم متسعٌ لأكتب بعض أبيات الرثاء؟. ومضيتَ وحدك.... تبكي المقاعد، والمواقد، والنباتات التي اعتادت على كفّيك تمسحها صباحا، مع بقايا قهوةٍ علقت بفنجان المساء. تبكي الرجالُ على الرجال. هل خلفوك هناك ثم مضوا لبعض حياتهمْ؟. قلبي هناك. وأعود تحملني إليّ مواجعي. لا يستكين لديّ مضطَجَعٌ، ولا تسقي شراييني دماء. وحدي هناك... حيث الثرى غطى ثراكْ. لا النومُ يعرفني ولا تكفي الحروفُ لبعض بوحٍ، تعجزُ الكلمات عنّي، تستبدّ بي المسافة قاب قافيةٍ ولحدٍ مَن هناك؟... أنا يا أنا من لي إذا وُسّدتَ قبرَكَ؟ من يناديني الأثيرَ لديهِ؟ من يهتمّ لي؟. أنا يا أنا لغةٌ ممزّقة ركيكة. مطرٌ يئنُّ على النوافذْ. مطرٌ مطرْ. مطرٌ وأغنيتانِ، قُبّرةٌ وحيدةْ مطرٌ وقيثارٌ حزينٌ وسفرْ. سفرٌ بحجم الكون مرُتبِكٌ كئيب. مطرٌ أنا وأنا السفرْ. وأنا المسافرُ والمحطةُ أنتَ، والدنيا سفرٌ. سفرٌ مطرْ. أتُراك تسقي لي على عجلٍ وتمضي لا سقاء ولا أثرْ. اضرب بكفّيك الحجرْ. لا ماء في أرضي ولا لغةٌ لديّ ولا بكاء. سفرٌ أنا وأنا المطرْ هل ما يزال لديك متّسع لبعض حديثنا. لا لستَ وحدك (ذهب الذين أحبّهم، وبقيتُ في خلَفٍ كجلدِ الأجربِ). اضرب بكفّيك الحجرْ فلعلّ بعض الماء يخرج من ثراكَ فهل أراكْ؟. وأنا المسافرُ والمسافةُ والسفرْ. لا لستَ وحدكْ ستظلُّ تحملني إليك مدامعي ستظلّ في بوحِ الكلامْ سأظلُّ أبحث عنك ما بيني وبيني. ستظلُّ فيَّ على المدى. لا لست وحدك. أنت المطرْ وأنا القصيدةُ والترابُ أنا الصحيفةُ والسفرْ. أنت المطرْ. وأنا الغيومُ، أنا الهمومُ، أنا السفرْ. وأنا المطرْ. أنا أنت، أنت أنا .... ونحن هناك قافيتان في سِفر المواجعِ لستَ وحدك، لستُ وحدي، وجهانِ لي: وجهي وأنت... فأنا مضيتُ معي وأنت معي فلستَ اليوم وحدكْ. عمّان 8/8/2016 (إلى روح د. سامح رواشدة).
• مواليد الأردن - عمَّان.
• بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994.
• ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998.
• محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي.
• عضو ر