الديوان » حسن جلنبو » عطر العمر

يا هذا العطرُ
الضائعُ في الأرجاء
يا بدءَ العمر،
وبدءَ الحرفِ
ويا مفتتح الأسماء
آمنتُ
بأنَّ الشوقَ على مفترق العمر
جوىً.
وبأنّ الليلَ كئيبٌ
دون عيونكِ في الصحراءْ.
يا رئةَ الصبحِ
ويا ذاكرةَ الكلمات
ورائحةَ القهوة
حين تراودُ
ضوءَ الشمس عن الإشراقْ.
آمنتُ بأنك أنت الفجرُ
وأنّكِ أنت لعين العُمر ضياء.
آمنتُ
بأني حين أراكِ
تغردُ كلُّ طيور الأرضْ
ويُشرقُ ملءَ العمر ضحىً
وتزولُ عن الكون الظلماءْ.
أشتاقُ لعينيكِ
لخصلةِ شعركِ
لحضوركِ فيَّ الساكنِ في الأحشاء
أشتاقُ لصوتك
إذ يتماهى في الغربة
بالأحلام وبالأوهامْ
وبأوجاع المنتظرين على أرصفة العمرِ
المسكونين
بآمال الغدِ
والمرتقبين سحابةَ صيفٍ
ترويهم
وسطَ الرمضاءْ.
أشتاقكِ
شوقَ غريبٍ لغريبةْ
ما أقسى شوق الغرباء
أشتاقك...
هل ما زال بقلبك متسعٌ
لقصيدة شعرْ
لرسالةِ شوقٍ
أرسلها مع ترويدات الحصادين
ومع سنبلةٍ
حملتها ذراتُ هواءْ
مع دمعاتٍ
يخفيها الليلُ عن الأنظارْ
مع كلماتٍ
تتستّر في صفحات البوح المحمومة
حين يفيضُ الشوقُ
وينسابُ حروفا تقتلها
نونُ التنوين،
والُّ التعريف
وأحكام الإملاءْ.
آمنتُ بأني حين أحبّك
ترخي الشمسُ جديلتَها
وتموجُ الأرضُ
تهربُ من لغتي
الهمساتْ.
تتكسّرُ كلُّ قوافي الشعرْ.
وتطيرُ عصافيرُ الكلماتْ.
وأسافرُ...
أرسو...
أُرعدُ...
أُمطرْ...
فأعودُ إليكِ
وتبحرُ أمواجُ الشوق
بلا ميناءْ.
أنا حين أحبّك
يتفتّحُ زهرُ حزيران
ويضوعُ الكونُ رحيقا
تنسابُ خيوطُ الفجر
جدائلَ عطرٍ في كفّيكِ
فتنثرُ في دربي
لحنا صوفيّاً
نظمته لعينيك
أساطينُ الشعراءْ.
آمنتُ بأنّي
لستُ أحبُّ سواك
وبأنك ماكنةٌ في الروحِ
برغم أعاصيرِي
البلهاءْ.
وبرغمِ خيوطِ الوهمِ
على نافذة العمر
ورغم بقايايَ
المنثورةِ في الأرجاءْ
فأنت العمرُ
وأنت الشوقُ
وأنتِ الحاضرُ
والقابلُ
والأمسِ
وأنت لعينِ العمر
ضياءْ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة