كانت على درج المحطةِ في انتظار رسالةٍ من قادمٍ لم يفصحِ الركّابُ عن أوصافهِ وأنا كذلكَ... كنتُ أنتظرُ القطارَ فلم أجد أحدًا من الركابِ يحملُ في يديه رسالةً فرجعتُ أدراجي وقلتُ: لعله سيجيءُ يوما آخرا أو أنه قد جاء قبل وصولنا ومضى سريعاً كي يشاهدَ حفلَ تأبيني ويرجعَ قبل أن يصلَ القطارُ إلى المحطةِ من جديدْ. ورأيتُها... كانت هنالكَ ما تزالُ كأنها تتفحّصُ الركّابَ تبحثُ في الوجوه لعلّ شيئا ما على أرض المحطة. أو أنّ بعض القادمينْ لم ينتبه لوجودها فرمى الرسالةَ فوق أرصفة المحطةِ علّ سيّدةً ستأتي كي تُدقق في تفاصيل الوجوهِ لقادمٍ لم يفصح الركّابُ عن أوصافه هو من سيعطيها الرسالةَ من صديقٍ كان أخبرها بأنّ رسالةً قد كان أرسلها مع الركّابِ لكن لم يُشر للاسمِ والأوصافْ أو أنه متعمدا لم يُعطها أوصافهُ ويريدها أن تستدلّ عليه بين القادمين. غادرتُ لكني وجدتُ رسالةً في طرف جيبي كان مكتوبا عليها اسمُ المحطة والقطارِ، وموعدُ الإقلاعِ واسمُ القادمينْ وعلى اليسارِ اْسمٌ لسيّدةٍ ثلاثيُّ الحروفْ. ورجعتُ أبحثُ لم أجدها في المكانْ. فسألتُ بائعة الجرائدِ هل رأيتِ اليوم سيّدةً تفتِّشُ عن رسالتها التي ستجيءُ هذا الصبحَ. قالت: لم أشاهدْ أية امرأة هنا منذ الصباحِ فعدتُ أنظر في الرسالة لم أجدْ اسمَ المحطة والقطارَ وموعدَ الإقلاع واسمَ القادمين. لكن وجدتُ على اليسار اسما لسيّدةٍ ثلاثيَّ الحروفِ كأنّه خطّي فتلك طريقتي في رسم حرف الميمْ كان يقول ليْ الأستاذُ حاول أن تباعدَ بين حرف الميم والحرف الأخيرْ. لكنني ما زلتُ أكتبه إلى الأعلى على نحوٍ غريبٍ غير أنّي حين عدتُ من المحطةِ لم أجد أثرا لأي رسالة في طرف جيبي. بل كان ديوانٌ من الشِّعرِ الرديءِ على الأريكةِ فوقه ورقٌ عليه اسمٌ بخطّ يدي لسيّدةٍ ثلاثيُّ الحروفْ.
• مواليد الأردن - عمَّان.
• بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994.
• ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998.
• محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي.
• عضو ر