ستأتيك تحملُ في كفّها
حفنةً من ضياءْ.
فلا تنسَ
ألا تمدَّ إليها يديك
ولا تأكلِ الخبزَ من يدها في الصباحِ
فثمة سنبلةٌ في انتظار الطريقِ
إلى منجلِ الفجرْ.
وإن سألتْك عن العُمرِ
قل سيجيئكِ قبل الغروبِ
فلا ‏تشربي الماءَ
من يده.
ولا تمسكي بيديه إذا قام يحبو
ليعلمَ أن الطريقَ
طويلٌ طويلْ.
وهزّي إليك بجذع الحروف
لتسقط مع هاملات المطرْ.
فيرجعَ مثل سحابٍ ‏كئيبٍ
بلون الرحيلِ
ويلحق قافلة الغرباءْ.
وخطي بكفيك اسمي
ليدركَ كلُّ الرفاق بأنك
ما زلتِ بدرا يسامرُ
أشهى المساءاتِ
كالأمنياتِ
على شفة المستحيل.
ستأتيك هذا الصباحَ
تفتّشُ عما مضى منك،
عن بعض ما يتبقى
من الحرف في كلماتكَ
قبل انثيالِ القصيد
على مفرق الشوقِ،
قبل اشتعالكَ
في موقد الليل دفئا يدثّر
بردَ الحنين،
لتعلمَ أنك ما زلتَ
تطرقُ باب اشتياقك
كلّ مساءْ
وأنك ما زلتَ
ترسمُها في قصائد وجدك
شعرا يغني هواها،
يراود عنها عيون النساءْ.
ستأتيكَ.
كعادتها،
كلما عوَتِ الريحُ في جنباتكَ،
تبعث فيك مزيجا
من الخوف والدمع والكبرياءْ.
كأنّك للتوِّ
كنتَ استدرتَ
وولّيتَ وجهك
شطر الشقاءْ.
ستأتيكْ
عراجينَ من لهفةٍ
عتّقتها المسافاتُ والأمنياتُ
نبيذا
لتشرب نخبَ الرجوعِ
وتقرعَ
كأس القصائد
يا آخر الشعراءْ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة