الديوان » حسن جلنبو » بابٌ وسراب

قد كان غلّق بعدكِ
الأبوابا
ومضى يعاقرُ غربةً
وغيابا
كم ضجُّ في درب الحياة
مسافرا
كالطير تجفلُ جيئةً
وذهابا
سَرقتْهُ منه
الأمنياتُ
فلم تزل
تهفو إليكِ
قصيدةً
وخطابا
سرقتْكِ منه
وليس تعلم أنها
داءً سقتهُ على المدى
وعذابا
حَبستْه عنه الذكرياتُ
فلم تدع
إلفا يسامرُ ليله وصحابا
حبستْك فيه
دما سرى بعروقه
يرجو الحياةَ
وكنتِ أنتِ
سرابا
خطفتْه منه الحادثاتُ
فغادر الأهلين
والخلّانَ
والأحبابا
خطفتكِ منه
استكثرتْكِ، كأنّما
ضنّت بك الدنيا
فتاهَ، وغابا
وبقيتِ دفقا حاضرا
في نبضه
تستحضرين الشوق
والأوصابا
يهفو إليكِ
وليس يملك من هواه
سوى حضورك
"ميجنا وعتابا"
غنّتك شمسُ الصبح
لحنا يستفيق
على شفاهكِ
أحمرا عنّابا
وتفلّق التفّاح
في خدّيك من شهدِ الحدائق
سُكّرا
وشرابا
وحكَت خيوطُ الفجرِ وجهَكِ
ضحكةً
للعابرين تميمة
وحجابا
وتمكّنت عيناك
من وجدانه
فاستلّ شَعرَكِ أسهما
وحِرابا
وحللتِ في نُسُك التجلّي
حضرةً
صوفيّة تتوسلُ
المحرابا
عشرون عاما من جَواكِ
وخمسةٌ
ما كان غادر دونكِ
الأعتابا
فسكنتِ في عينيه
حتى لم يزل
يطوي عليك الرمشَ
والأهدابا
وأقمتِ فيهِ
حقيبةَ السفر التي
أخفى بها
الأشواقَ
والآرابا
وكتبتِه في سفرِ حبّك
جُملةً
تتهجّأُ الإملاءَ
والإعرابا
يا أنتِ،
يا كلّ الديارِ
إذا دنتْ
وطناً يشرّعُ للغريب
البابا
لا تحجبي عنه الستارَ
لعلّ نافذةً
تعيد إلى الغريبِ
صوابا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة