منذ أن مات أبي
وا عجبا
قد رأيتُ الموتَ مني
اقتربا
ورأيتُ العمر يهوي
لحظةً
دون أن أدركَ فيه
الأَرَبا
أيّ عيش ذاكَ، من بعد أبي
وأنا ما زلتُ
أحتاجُ أبا
كلما ضاق بيَ الكونُ
أنادي لأبي
يطردُ عني الكرَبا
لم يؤخِّر ذات يومٍ
حاجةً
لا، ولم يرفضْ بيومٍ
طلبا
وتولاني بنُصحٍ
وحُنُوٍّ
وأولانيَ عيشا أطيبا
يا أبي، هل كان يدري أنني
لم أزل أحتاجُ
في أمري أبا
أين مني اليوم في مجلسه
ضحِكاتٌ تتوالى
طربا
وحضورٌ يملأ الدنيا
وقارا
وقولٌ فاق فيه الأدبا
ودروسٌ في مداها
عِبرٌ
جاوزت في محتواها
الكُتُبا
من يعش دنياه
من غير أبٍ
يرَ في العيش أمورا
عجبا
فيشيخ العمرُ
في ريعانه
ويصيرُ الشَّعرُ هشَّاً
أشيبا
ويئنُّ القلبُ في أضلاعه
ويضجُّ الصّدرُ يرجو
مهربا
يا أبي يا قطعةً من
خافقي
أنّني مِتُّ على قيد
الصّبا
لم أزل في كلّ حينٍ
أرفعُ الـ
كفّ لله يُجيبُ
المطلبا
أن يجازيكَ بفضلٍ
منزلا
تحت ظلّ العرش،
خيرا رُتَبا
وتلاقي المصطفى
في صحبه
ترتوي منه زلالا
طيّبا
184
قصيدة