أنا والبحرُ
غريبين التقين
وبقينا
بين جزرٍ ملء موجَينا، ومدّْ
لا شراعٌ يحملُ الشمس إلينا
لا نجومٌ في سمانا
ترشد البدر إلى ميناء شوقينا
على بوحٍ ووجدْ
أنا والبحر
وحيدين وُلدْنا
كيتيمين أقاما حفل ميلادَيهما
في عاصف الريح فضاعت منهما
كلّ المسافات
وتاها بين هجرانٍ وصدّ
موجةٌ تحمل آمالا
توارتْ خلف دمعاتٍ
على عُمرٍ مضى
تحبسها عنّي مسافاتٌ
وبُعدْ
أيها البحرُ
انتظر أن تقذفَ الريحُ
شراعي لشواطيك العنيدة.
كل ما في الأمر أني
ضاع مني العمرُ
في رحلة بحثي
عن فتى ما زال رهنَ الشوق
مذ طال على الهجر
الأمدْ.
غريب على الشطآن
عشرين غُربةً
وما زال تحناني
إلى من أودُّه
تعلّقتهم عمري
وإني وغربتي
صديقان،
يُقصينا الهوى ويردُّه
فقدتُ بها أهلا،
عزيزا فِراقُهم
وأرهقني بُعدُ الحبيب
وَصدُّه
وإنّي غريب الدار،
طاوٍ على الجوى
حفيّ بوصلٍ من حبيبٍ
أعدُّه
أعزّ من الدنيا عليّ وأهلها
نميرُ فراتٍ للفؤاد ووردُه
184
قصيدة