قليلٌ
من الشِّعر يكفي
لأرسمَ وجهَكِ بدرا
يُعانقُ هذا الفضاءْ
*****
قليلٌ من الشَّعرِ يكفي
ليجتاحني الليلُ
حين أراكِ تضيئين عَتمةَ
هذا المساءْ
من الصبح يكفي
لأحتضن الضوءَ
قبل الرفاقِ،
وأرنو إلى الشمس
في وجنتيكِ
تدثّرني
حين يعوي على شفتيّ
الشتاءْ
من الليل يكفي
لأبكي غيابَكِ حدّ النشيجِ
وأُجهِشَ في الحزنِ
حتى ترُدِي عليّ قميصَ
هواكِ
فأُدركَ قافلة السائرين
إلى اللا لقاءْ.
قليلٌ من الدمع يكفي
لأروي الوسائدَ شوقا إليكِ
وأخفي اشتياقي
عن الغرباءْ.
من الحزن يكفي
لأعلم أني فقدتُكِ حتى النهايةْ
وأني انتظرتُك
حتى مللتُ الوقوفَ
على عتبات الرجاءْ.
وأني نثرتُك عِطرا
وصُغتُكِ شِعرا
وهئتُ إليكِ
فقُدِّي القميصَ
ولا تغلقي البابَ
لم يبقَ في العُمر متسعٌ
لاستباقِ القوافي الركيكةِ
في دفتر الشعراءْ.
من الحبِّ يكفي
فهاتي يديكِ
لأستنشقَ الصبحَ منكِ
وأرتشفَ الفجرَ
من راحتيكِ
وألثمَ ما يتيسّر
من شفتيكِ
وأكتبَ فيكِ قصيدةَ شوقٍ
بحجم السماءْ.
كذاكَ
من الحبّ يكفي
لأبلغَ شأوَ الهوى في سكونِ
وامضي إلى حيث كنتُ تركتكِ
ذات شقاءْ
من النوم يكفي
لألقاك حين تعزّ اللقاءاتُ
للواقفين على مفرق الأربعينَ
يعيدون رصف الحروف
على طرقاتِ
الهوى من جديدٍ
كأنْ لم
يخالفْهُمُ العُمرُ يوما
ولم يُغلقوا الباب للعابرين
ولم يسقطوا
كحروف النداءْ.
من الشوق يكفي
لألقاك في آخر الأربعينَ
مسيحا تعمّد
من ماء خوفي عليكِ
فهُزّي بكفّيك جذع الهوى
تتساقطْ جنيّاً
قوافي الرثاءْ.
من الموت يكفي
لندفن أوجاعنا
ثمّ نُبعثَ طفلينِ
لم يعلما كيف ضلّا الطريق
وظُنّ بأنهما لن يعودا
فنادى المُنادي
ليتلوَ للغائبيَنِ
طقوسَ العزاءْ
وبعض القليل
كثيرٌ
إذا كان ملء عيونكِ
حينَ نأيتِ
وعزّ اللقاءْ.
184
قصيدة