الديوان » حسن جلنبو » لا شيء يعجبه

لا شيء يعجبه
فلم يكمل مع الركاب رحلته
وغادر في المحطة الأول
إلى اللا شيء
لكن لم يكن يدر
بأنه لم يغادرْ نفسه
فهوى هنالك
حيث حطّ به القطارُ
مسافرا في رحلةٍ للّا مدى.
أمّا أنا
سأقول: يعجبني
فقد أدمنتُ صافرة القطار
لأنها الشيءُ الوحيد
يعيدني في كل يومٍ للمحطة
في انتظار مسافرٍ
سيكون يوما ما
صديقا
لليالي القادماتِ
إن استبدّ بي الجوى.
لا شيء يعجبهم
وليسوا غيرَ غيمِ الصيف
لا غيثٌ
فتنبتُ شتلةُ الريحان
في حاكورة العمر
الذي ألف النوى.
لا شيء يعجبهم
فقد أنسَتْهُم الأحزانُ
لون عيونهم
لما أقاموا في المخيم
لاجئين ونازحين يصارعون
الموتَ في وهنٍ على وهنٍ
ويجترحون ملء الأرض
معجزةَ المبيت
على الطوى.
لا شيء
في اللا شيء
إلا أننا شهداءُ آمالٍ تلوح لنا
على مضض من الدنيا
لعلّ رسالةً علويّةً
يوما ستُلقى في
طريق وجودنا العبثيّ
تصنع من فضا اللا شيء
شيئا نستعيد به سطورَ
النشأة الأولىْ.
ونعود كالأطفال تعجبنا
التفاصيلُ الصغيرةُ
ثم نضحك ملء أعيننا
كأن لا شيءَ
في اللا شيء
إلا نحنُ قبل تخمُّر الأعناب
عُدنا
من متاهاتِ السنين
كأنّ شيئا لم يكنْ
وكأننا لم نجنِ
إلا ما غرسنا
ذات شوقٍ قبل فضِّ عفافِنا
وتكشُّفِ الأستار
عمّا قد جنته
يدُ الردى.
لا شيء بعد الآن يعجبنا
فليس لنا يدٌ بالشوق
حين تخطفتنا
كفُّ هذا العمر
فاخترنا البقاء على تخوم
الأمنيات
تسوقنا الذكرى
إلى اللا شيء
مما قد تولّى
وانقضى.
*  من وحي قصيدة الشاعر محمود درويش "لا شيء يعجبني".

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حسن جلنبو

حسن جلنبو

184

قصيدة

• مواليد الأردن - عمَّان. • بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، جامعة مؤتة 1994. • ماجستير في النقد والأدب، جامعة مؤتة 1998. • محرر إعلامي لدى شركة مياه وكهرباء الإمارات- أبوظبي. • عضو ر

المزيد عن حسن جلنبو

أضف شرح او معلومة