ما عاد يمكن أن أكونَ كما أردتُ
فلم يعد عندي فضولٌ
للمزيدِ من المسافات الجديدة
كي أرى نفسي
تقاومُ من جديدٍ
في سبيل بلوغ أقصى ما تريد
من الحياة
فلم تكن نالت سوى
ما قدّرته لها الحياةْ.
فلِمَ اختيارُ البؤسِ نهجا للبقاء
هنا على قيد التحسُّر والجراح؟
فرُبَّ مقسومٍ
أتى عن غير سعيٍ
كان خيرا من سواه.
فعلى صعيد العيش
ما زال المكانُ هو المكان
بفارقٍ أنّ الحياة
بلا صديقٍ أو قريبٍ أو أخٍ
هي كالحياةِ
وهم جميعا حاضرون
وليس فيهم واحدٌ
قد أرتجيه
إذا استبدّ بي المكان
فكنتُ وحدي مذ وُلدتُ
وسوف أبقى حيث أحيا
دون كل الناس
وحدي
مثل رعدٍ
ضلّ في ليلٍ صداه.
*****
وعلى سبيل الشوق
لستُ اليوم وحدي من تولاه الحنينُ
إلى زمانٍ قد تولّى
لم يكن ضربا من التخمين
أنْ لو كان
ما قد كان يوما
لم يكن
فلقد أكونُ
كأنني شخصٌ سواي
ولستُ أعلمُ هل مضى
من كنتُ أرجو
أن أكونَ ولم أكنْ
أم أنني شخصٌ سواي
فقد رضيتُ بكل شيءٍ
غير أن أبقى
وحيدا
في مرافي الشوقِ
لا بحرٌ ليحملَني إليّ
ولا شراعْ.
وعلى صعيد الموت
ها أنا لم أزل أحيا
كغيري من رفاقي الواقفين
على شفير الانتظار
لعلّ موتا هيِّن الزفراتِ
سوف يجيء
ينقلُني إلى لحدٍ
يكون هو الحياةْ.
وعلى سبيل الذكريات
فكلُّ شيء كان
لم تخترْهُ لي الدنيا
سيبقى في سجلّ الأمنيات.
وأظل أسرجُ
كلّ صبحٍ أحرفي
وأصوغها خمرًا معتّقةً
وأشربُها لأروي
العمرَ حين يقضّه عطشٌ
إلى يومٍ جديدٍ
لن يكون كسائر الأيّام
بحثا عن أناي المشتهاةْ.
وعلى سبيلي
لا سبيلَ إليّ بعد اليوم
إني لن أكون كما أردتُ
وإنّما لم يبق مني غيرُ قلبٍ
ما يزال يعيش
في وجع الحياةْ.
184
قصيدة