ثقيلاً تسيرُ كجيشٍ مُجَحفَلْ

كَعَيشٍ برُتبةِ مَوتٍ مُؤَجّلْ 

وحربٍ إذا عَزَّ فيها انتصارٌ

غدا الموتُ فيها خلاصاً يُؤمَّلْ 

تقول ليَ الدارُ والسيفُ يَجري 

على عُنُقي يا وَليدي تَحَمّلْ 

عزاؤُكَ ليس اغتيالَكَ قَهراً

عزاؤكَ أنّ اغتيالكَ يَفشَلْ 

إذا ما استدارت حكاية حربٍ

وثار أخيرٌ لما ثار أول 

وشبّت بصدرِ السبيّةِ نارٌ

تُريها ابنَها في تشظِّيه أجمل 

وغَضَّت مَصارِعُ قومك طرفاً 

فهَوناً تعيشُ وهَوناً تُنَكَّل 

لقد طاف بالثائرات احتداماً 

وما زِلت حيّاً عليهنَّ فاخجل 

فإن تركوك بوجه المنايا 

وعزَّ انسحابُكَ منها.. تَوَغّلْ

ووجهاً لوجهٍ تَصدَّر أذاها 

وقل رغمَ خوفك يا موتُ أَقبِلْ

فلا بُدَّ للثأر من حادثاتٍ

يُقَدِّمنَ للقتل من فيه أوغَل 

مضى العمر بالخيلِ دون احتدامٍ 

وحان النزاعُ وما كان يَصْهل 

وبِتْنا بتَلِّ الرُّماةِ امتِثالاً

نُطالِعُ في الغيبِ وَحياً تَنزّل

وكنا نُصلي مخافةَ أنّا 

إذا قُسِّمَ الموت فينا نُبَدَّل 

وحلمٍ غفونا لهُ العمرَ شوقاً  

فَدَيناهُ لكن.. أبى أن يُأوَّل 

وإنَّ بلاداً أَذلّت بَنيها 

إلى ثأرهم ذاتَ يومٍ ستُحمَل 

تَسوَّلتِ العيشَ من كلِّ باغٍ

وما كان عيشاً ولكن يُخيَّلْ 

يُنصّبُ حُكَّامَها من غَزَوها 

فمن ذلَّ ساد ومن عَزَّ يُعزَل 

ومن مات حُرّاً فقد زاد عمراً 

ومن عاش بالسيفِ.. بالسيف يُقتَل 

وما بعدَ قبحكِ من دولةٍ 

سوى أن تكوني قبيحاً تَجَمَّل 

ويا آيةً حرَّفوها مِراراً 

وما زال فيها بيانٌ يُرَتَّل 

سيبقى الهوى ما تبقَّى حَنينٌ

ويرحلُ ما عنكَ شوقٌ ترَحَّل 

وتنفخُ في الطينِ من روح ليلى 

مواجعَ في غَيِّها تتشكّل 

كأنكَ والمُشتهى من مَجازٍ 

بأقدس عهدٍ لديكَ ستُخذلْ 

تُنَقّلهُ بين عينَي فتاةٍ 

تُحضّرُ للحب قلباً مُعَطّلْ

وتمضي وفي وجهها ألف معنىً

يكادُ يُجَنُّ وما كاد يُعقَل 

تُحاولُ صدَّ الأسى عن شقيٍّ 

يرى في هواها أساهُ المُبجَّل 

ويؤمنُ أن الشفاه يقينٌ

تميلُ إلى الشكّ لما تُقبَّل 

يقول دعيني أحبكِ شِعراً 

لَعَلّي أقولكِ يوماً وأفعل 

وباسم اللواتي هَجَرْنَ المرايا 

وجَهَّزنَ للموتِ ثوباً مُفَصَّل 

بَرزتُ لِجفنَيكِ والجسمُ صَلبٌ 

وقارعتُ عينيكِ والقلبُ أعزلْ 

وأنتِ السؤالُ وما من جوابٍ

فأينكِ من حائرٍ عنكِ يَسألْ 

وأنتِ الفَوَاتُ وحُمَّى الجِهاتِ 

وقسوةُ عُمري.. وموتي المُدَلَّلْ