الديوان » صالح أبوناجي » الذي علّم بالألم

عدد الابيات : 30

طباعة

يُشقيكَ من في غيرِ يُتْمِكَ قد أبى

لا أمَّ أبقى في البلادِ ولا أَبا 

يومَ استبدَّ الموتُ فَرُّوا نَحوَهُ

أيكونُ سعيُكَ نحو حتفكَ مَهرَبا؟

ما كان ذنباً أن تروحَ وتَغتدي

الذنبُ أن يغدوْ ذهابُك مَذهَبا 

يا مُعجَماً في كل لفظٍ مُحدَثٍ 

آنَ الأوانُ لكي تكونَ المُعرَبا

ما أنطَقَتْكَ الضادُ كي تَرثيْ بها 

بل أنطَقَتْكَ لكي تكونَ المُرعِبا 

فاسْتَبْقِ عزّكَ ما حَييتَ فإن أَبَتْ

دُنياكَ عِزَّاً قُلْ لِموتكَ مَرحَبا 

وارفعْ على عرشِ العُروبةِ نَعشَها 

واسْتَفْتِها فيما تَراهُ الأَرْحَبا 

كن في هواكَ وفي رَداكَ مُجاهداً 

واغضبْ.. فلا عِزٌّ إلى أن تَغضبَ 

حَسْبُ المنايا أن تُهابَ لكي تَجِي 

وكفى لموتكَ رادعاً أن تَرغبا 

يا ظامئاً وهَبَ الشتاءَ لغيرهِ 

وانهارَ في عطشِ الصحاري والرُّبى 

أخبِرْ بلاداً سَفّهَتْ أحلامَنا 

وَتَخَيَّرتْنا للحُثالةِ مَلْعبا 

أنَّ الذي في الشرقِ أُنجِبَ غِيلَةً 

طافَ الشتاتَ مُهجَّراً وتَغَرَّبا

يا دولةً من مذبحٍ وسَقفَيةٍ

رَفَعَتْ فَتاها فوقَهُ كي يُصلَبا 

دانَت بدينِ الحقِّ إلا أنَّها 

باعَتْهُ كي تبتاعَ ديناً أَكذَبا 

كُلٌّ عليها قد تَلاقى ثائراً 

ثمَّ استباحَ دماءَنا وتحَزَّبا

يا داعِياً للسِّلْمِ يأتي غازياً 

قد جِئْتَنا تَعِباً لترحلَ مُتعباً 

أَقرَأْتَنا باسمِ الرصاصِ حكايَةً 

والدهرُ يُوعِدُ قارئاً أن يَكتُبا 

عَرَبٌ ونَشْحَذُ بالحروفِ سُيوفَنا 

فيها الذي يُردي وفيها ما سَبى 

عَرَبٌ وتَهزِمُنا العُيونُ تكحَّلَتْ

ولأجلهنَّ نثورُ حتى نَغْلِبا 

ما عادَ للموتِ احتمالٌ مُفْجِعٌ

قد مَلَّنا من طولِ ما قد جَرَّبا 

فاصْرُخْ بوجهِ الموتِ: غِبْ واغدُرْ وَحِنْ 

إني وُلِدتُ على لِقاكَ مُدرَّبا 

ما في افْتِراقِكَ واحتدامِكَ فَيصَلٌ

إن كنتَ نفسَكَ قاضياً ومُعذِّبا 

حُجُبٌ وما كانت سِوى عَربيَّةٍ 

خوفاً تُرجَّى يومَ أن تَتَحَجَّبا 

كانت كلاماً ثم صارت شِرعَةً 

شَدَّت لِجامَ عَدُوِّها فَتَأدَّبا 

وأنا فَتاها بالدِّما عُلِّمْتُها 

خَيَّالُها لو أنَّ فارِسَها كَبا 

ما ضَرَّ قلباً ضَالِعاً في حُبِّها 

في أيّ قبرٍ في البلادِ تَقلَّبا

هذي مَخارجُكِ القديمَةُ في فَمي 

نَقَّلْتُها بين "البَيَاتيْ" و "الصَّبا" 

فإذا سَكتُّ فدون بَوْحي أنَّني 

نزّهتُ وَجدي فيكِ عن أَلِفٍ وَبا 

أنا يَعرُبيُّ الجرحِ أنزِفُ أحرُفاً

أمضي لِحَتفي شاءَ قَتلي أمْ أَبى 

للسِّلْمِ سَبّاقٌ وللهَيجا أَبٌ

والسَّيفُ والقِرطاسُ باسمي أَعرَبا 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح أبوناجي

صالح أبوناجي

12

قصيدة

شاعر أردني - طبيب

المزيد عن صالح أبوناجي

أضف شرح او معلومة