الديوان » مظهر عاصف » لماذا دمشق

السّادسةُ صباحًا
لماذا دِمَشقْ؟
لماذا انتَبذْتِ _وقدْ كنتِ فينا_ المكانَ القَصيّ؟
لماذا يعودُ المُهلهِلُ غَصبًا
بثوبِ النِّبيّ؟
لماذا أخفتِ الحَسَاسينَ منكِ؟
لماذا طَرحتِ النَّياشينَ عنكِ؟
لماذا جعلتِ الشَّواهدَ عِقدًا؟
وبِعتِ القُرُنفُلَ
والياسَمينْ؟
وبِعتِ النَّوارسَ
والعاشقينْ؟
وباقي الحُليّ
لماذا دِمَشقْ؟
لماذا قَتلتِ المُدَمشَقَ صَبرًا
وقدْ قالَ ما قالَهُ مِنْ وَجَعْ؟
أمَا كانَ للرُّوحِ أنْ تَستكينَ
بُعيدَ المَوالدِ والدَّروشاتِ
كما مِنْ بَعيدٍ
وبعدَ الرَّحيلِ الطَّويلِ إليكِ... استكانَ البجعْ؟
وأنتِ الوجعْ
وأنتِ الأنينُ الّذي كُلَّما
بثثنَاهُ مِن صدرِنا زَفرَةً
نفثنَاهُ مِن جوفِنا حَسرَةً
نفيناهُ عنَّا... إلينا رجَعْ
دِمَشقٌ... وجرحي
وجرحي بريءٌ
ظَنينٌ
مُدانْ
وناحَ الصَّهيلُ ال تراءى وحيدًا
رأيناهُ فَجرًا
وعَصرًا
ولَيلًا
وجدناهُ لكنْ فقدنا الحِصانْ
جراحي تُعاني
ومثلي _على شفتيَّ_ المَعاني
جراحٌ تُحاكي جراحَ المَليكةِ والصَّولجانْ
شقاءَ البَداوةِ في شَمعدانْ
عذاباتِ حاراتهِا مُذْ تَناسى
نوافيرَها الباكياتِ المكانْ
دِمَشقٌ... وجرحي
رُواةٌ تُحيكُ المراثي الكثيرةْ
أسِفنَا كثيرًا
بَكينا كثيرًا
ذَرفنَا التُّرابَ الّذي في الحنايا
فَكُنَّاهُ حَقلًا
وَكُنَّاهُ قَمحًا
وَكُنَّا شَعيرَهْ
بكينَا كثيرًا
ففي كُلِّ يومٍ
يموتُ الهواءُ
ويُرثَى الرِّثاءُ
وفي كُلِّ يومٍ كبلقيسَ تَهوي لدينا أميرةْ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة