الديوان » مظهر عاصف » صديقي تنفّس

السّادسةُ صباحًا
صَديقِي تَريَّثْ
وقدْ صاحَ نَعلٌ أضرَّتْ بهِ ضَائِعاتُ الجِهاتِ
وحدُّ الحصى الجائعاتِ: تَوقَّفْ
فهل نادمًا عُدتَ هذا الصّباحَ؟
وهل آنَ للرَّفضِ عِشقًا لقَوقَعةٍ مِنْ ضَبابٍ بأنْ يَتوقَّفْ؟
أظُنُّكَ تَهذِي
أظُنُّك في أَمسِكَ المُنصَرِمْ
وما سوفَ يأتي هو الغَوصُ في قادمٍ لا يَجِيءْ
تَجهَّزْ لنَحرٍ يَليقُ بآخرِ حرفٍ تَمرَّدْ
تجهَّز لقبرٍ إذا زُرْتَهُ كنتَ فيهِ المُمدَّدْ
لقدْ هاجرَ الحِبرُ لمَّا هجَرتَ الورقْ
لقدْ أوهموكَ بأنَّ السُّطُورَ نجَتْ مِنْ غَرقْ
لقدْ ضاعَ مِنكَ البَريقُ وضِعتْ
ورِتْمُكَ في رِتمِهِ مَقصَدٌ لِقَصْدٍ مُشَوَّشْ
وصَوتُك لا يحتوي نَبرتَينْ
ومَا قدْ قَطَعتَ مِنَ الدَّربِ ليلًا
بدا خُطوَتَينْ
صديقي تَنفَّسْ
تَعِبنَا مِنَ الزَّحفِ يومَ التَصقنَا
جريحينِ نرجو سرابَ المَدائِنْ
ومِنْ حيثُ تَدري
وما كنتُ أدري
أتانا مُنادٍ... لهُ شكلُ وجهي
وعيناكَ في وجهِهِ المُستدِيرْ
ومَسحةُ صِدقٍ مِنَ الطَّيِّبينْ
وصَوتِي
وقُلتَ بِصوتٍ حزينٍ: صَديقِي تَريَّثْ
جَمعنَا الظِّلالَ لنَبنِي خَيالًا
ووهمًا جمعنَا زوايا الدَّوائِرْ
صَنعنَا مِنَ الثَّلجِ عُنقُودَ صَيفٍ
فلمَّا أفقنَا ضَحكنَا كثيرًا
ونُحنَا كثيرًا
غريبانِ جادَا بشيءٍ غريبٍ
وقالا كلامًا عَنِ الحُبِّ يومًا
عَنِ الأرضِ يومًا
وذابا مِنَ الكُحلِ والكاعباتِ
وتاها ذُهولًا بِكلِّ اللُّغَاتِ
صَديقِي تَنفَّسْ
شَهيقِي يَجرُّ الهواءَ إليكْ
فما أنتَ فاعلْ؟
وأَحبِسُ مِنِّي الزَّفيرَ انتشاءً
كحرصِي عليكْ
فما أنتَ قائلْ؟
لديَّ الكَثيرُ وقدْ جابَ يوًما على راحتَيكْ
ضحوكًا أراني أقلِّبُ بعضي على جَانِبيكْ
ومِرآةَ وجهي _صَديقِي_ تَحسَّسْ
فكنْ لي أنا حينَما لا أكونُ
كأنِّي أنا
لأنِّي كلَيلٍ بِليلٍ تَيبَّسْ
وأخشى عليكَ كأنِّي لديكَ وكمْ كنتَ مِنِّي!؟
لذَا يا صَديقِي
لأجليْ.. ودَومًا
لأجلِ الّذي ليسَ يَدري ويَدري
صَديقِي تَنفَّسْ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة