الديوان » السعودية » يحيى المدني » يهنيك يا بلدة المختار من مضر

عدد الابيات : 23

طباعة

يهنيكِ يا بلدةَ المختارِ من مُضَرِ

قدومُ تاجِ العُلا بالنصر والظَّفر

ونَظْمِ أحوالِك اللاتي قد انتشرَتْ

عقودُ سيرتها في سائر القُطُر

ونفْيِ ما حلَّ في ناديكِ من خَبَثٍ

لِحيثُ ألقَتْ كما قد جاء في الخبر

هذا جزاؤُهمُ بالنصِّ حين بَغَوْا

وحاربوا اللهَ والمبعوثَ بالسُّوَر

أليس قد أصبحوا دارًا لهجرتِه

ومهبطَ الوحي مأوى العلم والنظر

فقل لمن خسر الدنيا وضرَّتها

في حربها أين أنت اليوم فاعتبر

أين الركوبُ الذي يقضي بأنك إن

في طيبةٍ دمتَ لا تُبقي ولا تذر

فالبعض تصلبُهم والبعضُ تقتلُهم

والبعض قصدُك نفيًا لو إلى سقر

ولم تراعِ لأهل العلم مرتبةً

ولا لمتَّشحٍ بالفضل مُتَّزر

هذا ولما أراد الله أنَّ لنا

لديه وجْهَ قبولٍ غير منكسر

ولا تضيعُ سدًى في بابه وبه

أضحى توسُّلنا عِقْدًا من الدُّرَر

هيِّئْ لنا سببًا في حلِّ عُقدتنا

وفصْمِ عروةِ هذا البؤسِ والضرر

لكي نُقلَّبَ في ظل الأمان على

فُرْشِ السرور ونجني لذةَ الثمر

وهو التصوّر للفتوى التي حظيَتْ

بخير كُفوٍ لها في الدوْمِ مُعتبر

أعني محمدًا المولى الأمينَ على

ما قلَّدتْه أيادي الدولةِ الغُرر

ومَن تطوَّلَ أبقى الله دولتَه

وزاده بسطةً في العلم والعُمُر

بمنَّةِ الفرمانات التي نفذَتْ

أحكامُها حين وافى عُمدَةُ الوُزر

جمالُ وجهِ أولي الآراءِ قاهرُ من

عَتَوا عُتُوّاً وقوَّى عُصبةَ النفر

والي دمشقٍ وحاميها محمّدُ من

به تباهَتْ أهالي الحجِّ والعُمَر

لا زال وجهُ التهاني من تردُّدِه

بين الحجاز طليقًا زاهرَ الطُّرَر

وكم وكم من مُهِمّاتٍ قد انحدرَت

عنها المداركُ حسْرَى أيَّ منحدر

تخالُها حين تبلوها وتخبرُها

قد حاكتِ الفَلَكَ الدوّارَ في الصور

وأصلها همَّةُ الشهم الذي ابتهجَتْ

به المدينةُ حين العَوْدُ من سَفَر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن يحيى المدني

avatar

يحيى المدني

السعودية

poet-yahya-al-madani@

3

قصيدة

32

متابعين

يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله المدني الجامي. ولد سنة 1148م، وتوفي في المدينة المنورة. عاش في بلاد الحجاز وتركيا وبلاد الشام. درس في المدينة المنورة على يد أجلة من ...

المزيد عن يحيى المدني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة