" متى يطيب الغزل ؟ "

تشير إلي كالجاني

تسائلني عن الألم

فأكتم عبرة حرى

تعيرني بأحزاني

الذي في بوح أوزاني

وأكسوها بسلواني

وأطلق صمتي المشحو تعلق فيه أشجاني

فترمقني وترهقني

تقول الشعر من زمن

نسيت العهد نقطعه

أتنسى يوم تجمعنا

فتسحرني وتشجيني

وتطعم قلبي النجوى

وتشدو إذ تودعني

فمال حبورنا يطوى

فإن رمت الجفا يوما

وقل لي ما دهاك؟ وما

نثرت الصمت من حولي

فقلت: أقول معذرة

أنا يا من تنادي الحب

تنفس حولي اللهبا

بسهم شق بنياني

فهل بالشعر تنساني؟

عظيم القدر والشان؟

رياحين ببستان؟

وتهمس لي بتحنان

فأسمعها بوجداني

وتفرح حين تلقاني

وتبدله بأشجان

فقل ما صرت تهواني

عساه يكون قد جاني؟

ففارقني وأحزاني

ولكن سال تبياني

قلبي فوق بركاني

وثار فهز أركاني

وأخرج من نواحي الأرض قيدا حاط أوطاني

فخلفني كئيب النفس جفت كل أغصاني

رأيت هوان أمتنا سمعت نواح إخواني

فأين البشر أيناه وهل فرح بإمكاني

فهلا كنت عادلة

وصغتيها بميزان

فهذا شعري المحزون يملأ حر أجفاني

يراعي حين أمسكه سيقطر بعض أوزاني

دماء فوق قرطاسي

تلون وجه ديوان

وأحمله أهيم به يذكرني بعنواني

أيا رباه أمتنا مشت في ركب عصيان

وتحلم أن يعاد لها

كرامتها كإنسان

أيرضى ربنا عنهم وما قدروه (ذا الشان)

أبدلنا رطيب العيش

وخفنا الموت ينقلنا

والنعمي بإيمان

من اللذات والفاني

أيرضى ربنا عنا وهذي حال أوطاني

فهذي القدس مهداة لقرد بعد شيطان

وكشمير التي ملئت من (الهندو) بأوثان

وتركستان قد نهبت من الصيني ذا الداني

وأفغان يمزقها

حريق بين إخوان

وبعد العز يحكمها (كرازا) المبعد الجاني

وباكستان تفجعنا

ومصر تضيع هيبتها

وأمريكا تنادينا

ولكن أمتي تصغي

وماذا بعد يا قلمي

ودب الروس ينهش في

تذكرني جروح القلب

وذاب القلب في بغداد

وأمريكا تعبث بها

يلف الحزن مرآنا

فما للحب من وقت

ولا غزل يطيب ليا

سأذكرك بها دوما

فأنت وراء نهضتنا

فمنك الزاد يدفعني

بأحزاب وأحزان

لتذهب طي كتمان

بصوت نعيق غربان

لكل جديد رنان

تذكرني بشيشان

مرابعها بأسنان

والبلوى بأزماني

يعصر قلب أوطاني

لتحفر قبرها الثاني

ونسمعه بآذان

سوى ذكرى وتحنان

وساح الحرب ديواني

ولو جالت بميداني

وأنت عمادنا الباني

إلى العلياء والشان

وأنت نسيمي العبق الذي يسري بريعاني

بقلم: د. سعد جبر

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

عميد كلية الإعلام بجامعة باشن العالمية