لا يُثِيرُنِي الجيدُ إنْ لم يَكُنْ عربيًّا
لا يُثِيرُنِي صوتُكِ إن خلا مِنْ مُوشَّحٍ أندلسيّ
ولا جسدُك إنْ لم تَفُحْ منهُ رائحةُ الزَّيتِ البَلديّ
أنتِ شهيَّةٌ بلغةِ الصَّحراءْ
وقساوةِ الصَّحراءْ
وبراءةِ الصَّحراءْ
شهيَّةٌ بالرَّاحتينِ اللّتينِ تخضَّبَتَا بالحِنَّاءْ
شهيَّةٌ بِمراوحةِ الحُمرةِ بينَ وجنتَيكِ وجبينِكْ
بممارسةِ الدِّكتاتوريَّةِ مع سارقي الكُحلِ
بانغلاقِكِ على الذَّاتِ
وحرقِ بِساطِ الرَّيحِ
وارتطامِ الطَّيِّبةِ فيكِ بابتسامةٍ ماكرةْ
لا يروقُ لي شِعرُكِ عَنِّي
فأنا مَنْ أكتبُ الشِّعرْ
ولا نثرُكِ عن حقِّي بممارسةِ العِشقِ
فجوازُ العِشقِ هو السِّريَّةُ في نقلِ الكَلِمةْ
والخطرُ بتهريبِ النَّظراتِ المَسروقةِ عبرَ حدودِ..
الأعرافِ القَبليَّةْ
هذا العِشقُ السَّهلُ جريمةُ هذا العَصرْ
هذا العِشقُ المَسموحُ بهِ يُذكِّرُنِي بِإماءِ السُّلطانِ
وجَوارٍ في رَدَهاتِ القَصرْ
لا يروقُ لي نَصُّكِ الأخيرُ عنِّي
فلستُ مُتحضِّرًا ولنْ أكونْ
ما زالتْ الجِمالُ تسيرُ فوقَ مُخيِّلَتِي
ما زالَ الهَودَجُ مُستودَعَ أسراري البدويَّةْ
وكلُّ ما ثرثرتُ بهِ عنْ آخرِ صيحاتِ المُوضَةِ
وموسيقا الجازِ هُراءٌ واصطناعْ
فلطالَما حدَّثتُكِ عنْ الفيزياءْ.. وفيزيائِي تَشتعِلُ بِكِ
ولطالَما حدَّثتُكِ عن شكسبيرَ وأنا أفكِّرُ بأبي العَلاءْ
ولطالَما حدَّثتُكِ عن مشهدٍ أوسكاريّ
ولَقطَةٍ هوليوديَّةْ
وأنا أتذكَّرُ قتلَ بُجيرٍ بالشِّسعِ الأحمقْ
لا تفعلي شيئًا سوى أن تكوني شرقيَّةً بحَقْ
فالوتَريَّاتُ أكثَرُ ما يُطرِبُنِي
واحتواؤُكِ لتَشَنُّجِي القَبليِّ أكثرُ ما يُطَمئِنُني
فكوني شرقيّةً بِحَقْ
فإنْ لم تستطيعيْ
فحاولي أنْ تكوني.
101
قصيدة