الديوان » مظهر عاصف » محض عابر

السّادسةُ صباحًا
دَعْ سكونَ اسمَكَ في حَنجَرتِي
أو ياءةً صغيرةْ
دَعْ حاجتِي إليكَ حينمَا ألوذُ بالحِوارْ
دَعْ ليْ مَخاوِفَ الحروفِ
عبرَ أيِّ نَبرةٍ مَكسُورةِ القَرارْ
دَعْ ما استَمعتَ
أو سَمِعتَ مِن فميْ
لا كُلُّ ما تقولُهُ الشِّفاهُ قدْ يكونْ
لا كُلُّ ما يُقالُ مِنْ حقيقةٍ حقيقةً
فرُبَّما ظُنونْ
فالقلبُ بانكسارِهِ
يكادُ أنْ يكونَ عاقِلًا
أو هكذا يكونْ
كُنْ حيثُ كانتْ سيِّديْ
فحيثُما تَكونُ قَدْ أكونْ
معْ كاعبٍ سوايَ لا يَهُمْ
معْ قصِّةٍ جديدةٍ
تكونُ في فصولِها المُخلِّصْ
تكونُ ألطفَ الجَميعِ
أودعَ الجَميعِ
أقدَرَ الجميعِ أنْ يكونَ حُزنُكَ الشَّجيُّ ذاتُهُ المُنغِّصْ
لأنَّكَ الوحيدُ مَنْ تخافُهُ الحروفُ إذْ تثُورْ
لأنَّكَ الوحيدُ مَن يكونُ غاضبًا بلحظةِ الفُتُورْ
لأنَّ نصفَكَ ال تُخفِيهِ في جدالِنَا خَشَبْ
فكُلُّ مَن يَهُزُّ مَهدَ نبضةٍ... أثيرَهَا
وكُلُّ مَنْ يَحُلُّ عَنِ إزارِهَا..
رباطَها الشَّفيفَ..
طاعنًا سريرَهَا..
ويختفي.. خَشَبْ
كُنْ حيثُ لا عينِيْ تراكَ
وإنْ أرادتْ أنْ تراكْ
ستصُدُّنِي...
أينَ الجديدُ
وأنتَ تذبحُ مَنْ أتاكْ؟
إذْ كنتُ أشكو خِنجَرًا
فأتَى بخِنجرِهِ المُذهَّبْ
قدْ كنتُ أحمي صدرَهُ
ويَحطُّ في ظهري ويَرفَعْ
ثُمَّ يدنوْ
ثُمَّ يَسحَبْ
إنَّني الأنثى الَّتي تُدمى وتُصلَبْ
مزَّقَتْ كفَّاكَ قلبي
مَزَّقَتنِي
كيف تحيا مَنْ بها قلبٌ مُمزَّقْ؟
سنتانِ
أو عامانِ مرَّا مِنْ هنا
وبريقُ حَائِرْ
أُولى بقايانا
وآخرُ ما تَبقَّى مِنْ ألَمْ
إنِّي رأيتكَ مُثقَلًا بالنِّصفِ فيكَ
ومُثقَلًا فيكَ العَدَمْ
قدْ كنتَ طِفلي..
حينما أمسكتَ كفِّي
ثُمَّ داعبتَ الضَّفائِرْ
والآنَ فوقي... لا تسيرُ سوى عَلَيَّ
أتُراكَ ضيَّعتَ الطَّريقَ
وسرتَ فوقي؟
أم أنَّنِي كنتُ الطَّريقَ
وأنتَ فوقِي محضُ عابِرْ؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مظهر عاصف

مظهر عاصف

101

قصيدة

" مظهر عاصف" أحمد علي عودة. - شاعر أردني مِن أصول فلسطينية. - من مواليد مدينة (عمان) 31/10/1980 - أعمال مطبوعة: فلسفات جنازة (شعر) هناك (شعر) السّادسة صباحًا (شعر) ما لم يقله أحمد عود

المزيد عن مظهر عاصف

أضف شرح او معلومة