الديوان » الشاذلي فرحاتي » مفاتيح الغياب

(إلى أيقونتي رغد الشاذلي فرحاتي، وهي تخبّئ عنّي مفاتيح السيارة حتى لا أغيب.
و أحْسَبُها تستبِق الموت والغياب بنبوءة الأطفال. النص ليس مقطعا من قصيدة،
هو رسالة بدموع العين أظنّني كتبْتها بعد غيابي)
(Death is mother of beauty) Wallace Stevens
مِنْ أيْنَ نَبْـتـَدِئُ القَصيدَةَ يا دَمِي؟
ُطَلَلٌ عَلَى الدّمْعِ القـَدِيمِ مُصَرَّعُ
حطَّتْ ركابُ الموتِ بين جوانحي
ِوالصَّاعدون بِضوءِ رُوحِك أقْـلـَعُوا
أنتِ القَصِيدَةُ كُلّها.. لا تكْبري...
ُلأعَضّ ذئبَ الوقتِ فيكِ وأرْجعُ
ضُمّي يديْكِ عَلى دَمِى.. يا سِرّهُ
ُفالكونُ كالشَحّاذِ.. فيها يـَقبـَعُ
لا تـَنــْسَخِيـنِـي إنْ رَسمْتِ فراشةً..
ضاقتْ بها الأرجاءُ..وهي تُـرَوَّعُ
ِطَلَبَتْ لُجُوءًا في يديكِ وَحَسْبُها...
ُ للوردِ أنْتِ وللهوى مُسْتَودَعُ
رقَصَتْ.. وألْوانُ الجناحِ..مَلامِحي
والحبُّ في جَسَدِ الخطوطِ مُرصَّعُ
صَلّتْ.. على سُجّادِنَا وتَضرّعَتْ
ومَلائكُ الرّحْمَانِ جَمْعاً تُـبّـَـــــعُ
أسْرتْ إلى الوَجَعِ القديـم وخافقِي
عاصٍ.. يُعَاتِبُهُ الحَنِينُ فيَرْكَــــعُ
طارتْ بِنَا.. والبيتُ صارَ مجرَّةً
والضوءُ في الألوانِ.. نجمٌ يسْطَعُ
آنَسْتُهُ قبَساً بليلِ مَواجِعِي
ُوالقلبُ في الطُّورِ المُقدّسِ يَخْشَعُ
* * *
خبَّأتِ مفتاحَ الغِيابِ.. تـَنـبّـُؤًا ؟
فالغيبُ قنّاصٌ.. ووعْدُه مِدْفَعُ
الغَيْبُ... ضِحْكَتهُ العتيقةُ مَوْتَةٌ
وهي الرّؤومُ و وعْدُها لا يُدْفَعُ
للموت رِجْلٌ في الفِراقِ حَثيثة
لكِنْ خُطَاهَا في المحبّةِ أسْـرَعُ
هي مِثْٰلَنَا مَشْغُــــولَةٌ بـِجُنُونِهَا
ُتلْهُو وتَرْسُمُ للجَمَالِ وتُبْــــدِعُ
قَدْ مِتُّ قبلَ الآن يا أيقونتي
ذَرَفـَتْ فُؤادِي في القَريضِ الأدْمُعُ
لا تقرئي الأشْعَارَ.. تِلكَ جَنَازتِي
ُحُبْلى تُـكَابِــدُ والوَليدُ مُــوَدِّعُ
لا تَسْمـَعي الأجْراسَ فهي قِيامَتِي
ثَكْلى..ونَفْخُ الصُّورِ فِيها مُفْــزِعُ
لا صَوْتَ في غَــدِنا سِوى أجْراسِها
ُدَقّتْ فَضَجّتْ أذْنُ مَنْ لا يَسْمَــعُ.
الشاذلي فرحاتي
29أفريل 2021

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشاذلي فرحاتي

الشاذلي فرحاتي

7

قصيدة

شاعر من تونس أستاذ باحث في الأدب العربي

المزيد عن الشاذلي فرحاتي

أضف شرح او معلومة