الديوان » الشاذلي فرحاتي » تَكَشَّفْ

عدد الابيات : 16

طباعة

تكشَّفْ.. فَخدُّ الكون بالضيّقِ دامِعُ

يؤذِّنُ في صوتي وإنِّيَ سامِعُ

وإنِّي لأصدائي الحبيسةِ حارسٌ

لَكَمْ ضاقتِ الدُّنيا وصدريَ واسعُ

أجرُّ أسى النَّايات في قاعِ مِحْنَةٍ

وكلُّ تصاريفِ الزَّمان توابِعُ

كعُودِ ثِقابٍ.. والجَحيمُ برَأسِهِ

جحيمِيَ هذا الوَجْدُ في الرُّوحِ قابعُ

كأمٍّ رؤومٍ.. حينَ ضاقَتْ بحِمْلِها

تلاشَتْ، وبَعْضُ الحبِّ للنَّفسِ باخِعُ

وألْقَتْ بِهِ في اليمِّ توْقا لِمُرْضِعٍ

ومن أيْنَ يا نَاري تَجِيءُ المراضِعُ ؟

أنا.. حُزْنُها الباقي .. فراغُ فؤادِها

وفي كلِّ وزْرِ قد جَنَتْ أنا ضالِعُ

فلمَّا أتتْ تمْشي فرَشْتُ كآبتي

بِساطا، فحنَّتْ بالنَّشِيدِ المَواجِعُ

تبَخَّرْتُ موسيقى، بعزفِ رموشِها

على وَتَرٍ في القَلْب هنَّ أصابِعُ

كأنَّ خُطاها، إذ تَمورُ، قصائدي

مُصرَّعَةٌ والحَاجبانِ مَطالِعُ

أراها فتسْتَبْكي القصيدةُ أحْرُفي

تُرتِّلُ صوْتي مُقْلَةٌ ومَدامِعُ

فأمَّا الرؤى قد كانَ في سفَرِ الكَرى

وأمَّا بكاءُ المُفْردَاتِ فَوَاقِعُ

تَكشَّفْ ..لأنَّ التِّيهَ إيقاع نبْضَتِي

لأنَّ فؤادي في التَّوابيتِ ضائعُ

تكشَّفْ.. لتخضرَّ النُّجوم بعَبْرَتي

فَغيْثُ بُكائي للسَّماوات نافِعُ

تكشفْ فهذا الفجر أمطار صبوتي

سأحرث ملحا، طلْعه ليَ راجعُ

فوجْهي لبَسْمات الوَليدِ بُذورُها

وَقلْبي لأرْضِ المُتْعَبينَ مُزارِعُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الشاذلي فرحاتي

الشاذلي فرحاتي

7

قصيدة

شاعر من تونس أستاذ باحث في الأدب العربي

المزيد عن الشاذلي فرحاتي

أضف شرح او معلومة