أسيرُ متجهاً حتى غروبِ الشمس بين الأسواق و الباعةِ المتجولينَ و أطفالِ الشوارع وقتَ العصرِ يجرونَ أكمامَ النساء و يشحذونَ بطرقٍ مختلفة حتى يتفتَّتَ قلبي على عمرهم الضائع .. كالطنفِ إثرَ المطر
كنتُ أشحذُ شيئاً أنا الآخر ليسدَّ هذا الخواءَ بين جُنحَي شغفٌ .. قد يكونُ هذا الشارعُ مزيفاً هذه الوجوه صياحُ الباعةِ بأسعارهم كالمواويل تلك العرباتُ الخشبية و السوادُ الملتصقِ على أطرافها قد طلتها أوساخُ الأيادي العابرة .. طلاءٌ بألفِ كرَّة الوانٌ فاقعةٌ من الثمارِ على متنها تُغري كلَّ جوف .. و تفرقعُ الأمعاءُ لحضنها الشكُّ كان بمقلتَي فقد تكونُ ثماراً رماديةً أصابها مرضُ الزمن كذاك الرصيفِ و تلك الغيمة أو قد تكونُ فكرةً من فرطِ جوعي للألوان
أرى هناك حكيماً على جانبِ الطريق بجسدِ مجنونٍ لا أفهمُ هيئتهُ حقاً من سيذكرهُ و من سيتذكرُ هذا الوجه .. سوى الباعةِ قربَ دكَّتهِ التي تنفرُ أعينَ المارَّة فلما وصلتُ جثمانهُ الهزيل أعطاني بنظرتهِ علاجاً لم تقربهُ روح علاجاً لشقائي أعطاني فقرَ روحه .. و عاد لموتهِ البطيء في بقعةٍ يتجنبها المارَّةُ اشمئزازاً
ما هذا الحلمُ الطويل فلا يوقنُ الحالمُ أنَّهُ يحلمُ حقاً قد أكونُ كابوساً .. أو طيفاً عابراً .. لا أكثر متى بدأتِ الأمورُ لا أعلم و لا أدري حتَّامَ تطولُ في سأمها قد يكونُ هذا زيفاً آخر إلتباساً يتكررُ مراراً و تكراراً و حتى هذه السطور .. قد لا تكونُ هي الأخرى حقيقية
إسمي مصطفى محسن الركابي، طالب للطب العام في جامعة الكوفة. عمري عشرون عاماً. بدأت الكتابة منذ ستة أعوام، و أصدرت ديواني النثري الأول في الشهر الرابع من هذا العام.
وِلِدتُّ في عائلة متخمة بالش