أتاني المقصُّ يقصُّ
على شعركِ الحُلوِ شوقًا و سحرًا
و يشكوكِ : كيفَ أقصُّ الضفيرةَ
كيفَ أقصُّ ؟
و قد تعبَتْ كي تُربِّيَ ذا الملَكوتْ
و قد زيَّنتهُ ورودًا و توتْ
و رشَّتْ عليه أريجًا و مسكًا فتيتْ
***
فرُحتُ أصوِّرُهُ في خيالي
بحارًا تمُوجُ بنبضِ الدَّوالي
كذا يا رحيقَ الجمالِ
يكونُ جزاء الضفيرةِ موتُ ؟
كذا ؟ ألكُلِّ عشيقٍ بحُبِّكِ موتُ ؟
و حالُ المقصّ كحالي !
إذا ماتَ هذا السرير
فكيف سأقضي الليالي
و كانَ لقلبي بيوتْ
فأينَ إذا ماتَ أين أبيتْ ؟
و كيف أغنِّي
و تشدو جراحُ الهلالِ ؟
و كيف يعود زمان السنابلْ
و كانت على كتفِكِ الغضِّ
تغفو البلابلْ
فليني على صبوتي يا خمائلْ
لعلِّي سأقضي غدًا أربي
و علَّ الصَّبابةَ ترتاحُ في القصبِ
بشرنقةِ الذَّهبِ
فليني قليلًا
بكيتُ و ذاب المقصُّ
و رحتُ أقصُّ غرامي
و راحَ يقصُّ عناءهُ فيكِ
و يهذي و يسألُ :
كيفَ أقُصُّ الرَّياحينَ كيف أقصُّ ؟!
79
قصيدة