الديوان » العراق » نور الدين البريفكاني » جاءتنى آيات الفرج

جاءتنِى آياتُ الفَرَجِ
لِنزُولى عن كَبَدِ الوَهَجِ
فالصَبرُ مَطِيَّةُ القلبِ الشَجِى
إشتَدِى أزمَةٌ تَنفَرِجِى
قد آذَنَ لَيلُكَ بالبَلَجِ
فالصُبحُ بنصرى مُنبَلجُ
والطَرفُ بِقُرَّتَهِ دَعَجُ
والقلبُ بذلك مُبتَهِجُ
وظلامُ الليلِ له سُرُجُ
حتى يَغشَاهُ أبو السُرُجِ
هى بُشرى يتلوها قَمَرُ
ولشَرحِ الصدرِ لها أثَرُ
ولبَهجَةِ قلبى تَنتَصِرُ
وسحابُ الخير لها مَطَرُ
فاذا جاءَ الأيّان تَجَ
ولَّت منها أزمٌ ذُلُلُ
وحُبُورى عنها مُتَّصِلُ
وبها فَرَّت مِنّا مُقَلُ
وفوائدُ مولانا جمل
لسروحِ الانفس والمُهَجِ
بِحَلاَلَتَِها تُرجى صَمَداً
هو مَنجَانَا صمداً سندا
فَلَكَم أسدى نَعَماً جُدُدا
ولها أدج محيى أبداً
فاقصد محيّا ذاك الأدج
كم مِن مَدَدٍ فينا أحيى
مُهَجاً عَيِيَت همّاً شَجياً
فلربّمَأ سَقِيَت سَقياً
ولربّما فاضَ المحيا
بحور الموج من الجج
إذ أنعَشَ مَن فى مَرقَدِهِ
عن مرقد حضرةِ مرصدِهِ
فأدّاه مَعِيشَة أو غَدِهِ
والخلقُ جميعا في يده
فذو سعةٍ وذ وحرجٍ
فَصَبُورُهُم وجَزُعُهُم
وسُلُوكُهم ورُجُوعُهُم
وقَنُوعُهُم وهَلُوعُهُم
ونزُولُهُم وطُلُوعُهم
فَعَلى دَرَكِ وعلى دَرَجِ
ومَواهِبُهُم ونَوائبهُ
ومُسَاغِبُهُم ومُشَاغِبُهُم
ومَنَاصِبُهُم ومّصَائِبُهُم
ومَعَائِشُهُم وعَواقِبُهُم
ليست فى المشى على عِوَجِ
من فوقِ الانسان إرتَكَمَت
وخِيامٌ أطانِبُهَأ إحتَكَمَت
ألُبَابٌ قل مما ابتكمت
حِكّمٌ نسجت بيد حكمت
ثم أنتسجت بالمُنتَسَجِ
حِكَمٌ نُسِجَت لمّأ أنتسجت
فى مَنهَجهِ كأسُها أنتهِجت
فَمَتى دخلت ومتى خرجت
فاذا اقتصدت ثم إنعَرَجَت
فبمقتصد وبمنعرج
فاضَت فى حِكمتها لُجَجُ
زَحَمَت من سالِكِها فُجَجُ
صحَت فى أعجِبِها حجَج
شهدت بِعَجَائِبِها حجج
قامت بالأمر على الحُجَجِ
ما أحمَدَ عبدٌ مُبتَهِجاً
لا يَسلُكُهَا إلا بَهَجاً
وتَلَقَى مِن طَرفِ دَعجاً
ورَضا بقضاءِ اللهِ حجىَّ
فَعَلى مَركُوزَتَهِ فَعّجِ
ولِعليَاهَا كُن م مجتهداً
فإحذر إعراضاً عنه سُدىً
سُبُلٌ فمتى اتّضحَت رُشداً
وإذا إنفَتَحَت أبواب هُدَى
فأجعل لَخَزانَتِها ولج
أحسِن فى الفتحِ رِعَايَتَها
وأدخُل إن تشهد غايَتَها
وإذا أحكَمتَ بِدايَتَهَا
وإذا حاولتَ نِهايَتَهَا
فاحذر إذ ذاك من العَرَجِ
قَدم أدباً فيها أخذاً
كن سهماً منك لها نَبذاً
وأسلَك فيها قلباً جَبَذاَ
لتكونَ من السَبَاقِ إذا
ما جئتَ إلى تلك الفَرَجِ
فالسابقُ ضاءت حُجَتُهُ
حيرت للأعراج عَرجَتُهُ
فهناك النورُ ومُهجَتُ
فهناكَ العيشُ وبَهجَتُهُ
فلمبتهجٍ ولِمُنتهِجِ
فالنفسُ إذا تُرِكَت رَقَدَت
فمن الأعمالِ إذا كَسَدَت
وإذا هاجت لِمنى سَعَدَت
فَهَجِ الأعمالَ اذا رَكَدَت
فاذا ما هَجَّت إذاً تَهَجِ
عَظُمَت للأنفسِ حاجَتُهَا
لِتُقَى تَزُدانُ بَلاَجَتُهَا
والناجحُ منها هاجَتهَا
ومعاصى اللهِ سَمَاجَتُها
تزدانُ لذى الخُلُقِ السَمِجِ
أوّه مِن شَينِ قَبَاحَتِها
لا تَفضَحُنَا يفضاحتِها
فاللهُ لنا عن ساحتِها
ولطاعتهِ وصباحتِها
أنوارُ صباحٍ مَبَتَلِجِ
من يطلبُ طورَ المجدِ بها
من يكسبُ نورَ الوُجدِ بها
من يَبغِ حُورَ الخُلد بها
من يخطبُ حُورَ الخُلدِ بها
يظفرُ بالحُورِ وبالفَنّجِ
فأسُلُك فى الشوقِ لها طُرُقاً
وتَجَلَّ بمحمودٍ وَنقَآ
وإذا ما سِرتَ لها نَسقاً
فكن المرضّى لها بِتُقىً
ترضاهُ غداً وتكونُ نَجِ
فإنشَق من غِيدِ المِسُكِ شَذَى
وتَنَاوَل كَوبتها وخُذِى
فإنشق من رُرحٍ مُنحَنِذِى
وأتلُ القرآنَ بقلبٍ ذى
حزنٍ وبصوتٍ فيه شجِى
آياتُ اللهِ ضِيافَتُها
ومعارفُها وظَرَافتُها
وِتلاوَتُها ولَطافَتُها
وصلاةُ الليلِ مسافُتها
فاذهب فيها بالفَهمِ وَجِى
وتَذَّكُرِها وَبيانِيها
وإنشِط ما جئتَ مَثانِيها
وقواصِيها ودَوانِيها
وتأمُّلِها ومَعانِيها
تأتِ الفِردَوسَ تفتَرِجِ
وَتَمَزَّج بعدُ بجوهرِها
وأدخُل ميدان مُعَسكَرِها
وإكشِف لِقِناعِ مَخدَرِها
وإشرب تَسنِيمَ مفجّرها
وإرسَخ فى الفهم لها جَلَداً
كم تَحوى لذّاتِ جُدُداً
فإذا ما العَقلُ لذاك هَدَى
مدحُ العقلِ آيتُهُ هُدَى
وهوىً متولٍّ عنه هَجِ
لِمِياهِ النورِ إفاضَتُهُ
وصلاةُ الوَصلِ رَضَاضتُهُ
فَطَراوَةُ ذاك غَضَاضَتُهُ
وكتابُ اللهِ رِياضَتُهُ
لعقولِ الخَلق بِمُندَرَجِ
فِيهِ للخلَقِ نَجاتُهُم
وبه تَنمُو درجاتُهُمُ
والبيتُ فيه صِفاتُهُم
وخِيارُ الخلقَ هُداتُهُمُ
وسِواهُم من هَمَجِ الهَمَجِ
فإحرِص فى العلمِ تكُن رَجًلاً
وأقرِن للعلم به عَمَلاً
فمتى ما كنتَ فَتًى فِعلاً
وإذا كنتَ المِقدام فلا
تجزَع فى الحربِ من الرَّهَجِ
وإذا أصبحتَ فتًى أسَداً
وإذا ما كُنتَ فَتىً رَشَداً
وإذا ملكت يدُكَ المددا
وإذا أبصرتَ مَنارَ هُدا
فإظهر فَرداً فوقَ الشَبجِ
وإذا كَمُلَت نَفسٌ شَهِدَت
وإذا شَهِدَت مالت وفَدَت
وإذا فُدِيَت شَاقت وعَدَت
وإذا إشتاقَت نفسُ وَجَدَت
ألَماً بالشوقِ المُعتَلِجَ
منها فى الأوسطِ سانِكَةٌ
وعلى المركُوزَةِ بارِكَةٌ
ولعلمِ دلائِلِهِ نُكَةُ
وثَنايَا الحُسنَى ضاحِكةُ
وتمامُ الضحكِ على الفَلَجِ
وإذا ما سَمعُكَها سَمِعَت
ولأبحُرِ ما أملِيَت وَعَت
فلأسرارِ النَجدَينِ دَعَت
وغيابُ الأسرار إجتَمَعت
بأمانتها تَحتَ الشُّرُجِ
وبعيبة بعضِ عَجَائِبِهِ
ما أخفا اللهُ لطالِبِهِ
من ذا خَرقُ ما لاقَ بِهِ
والرِّفقُ يَدُومُ لِصاحبه
والخَرقُ يصير إلى الهَرَجِ
فإصرف فى ذا كلَّ الجُهدِ
كَى تَغلظ يا طِفلَ المَهدى
وكما أهدى الرِّفقُ المهدى
صلواتُ اللهِ على المَهدِ
ىّ الهادى الناسَ إلى النَهَجِ
عَدَدُ العِرفان لِخِيرَتِهِ
وكذا أنوارَ سَرِيرَتِهِ
وشُهُودُ عُلُومِ َصِيرتِهِ
وأبى بكرٍ فى سِيرَتِه
ولِسانُ مَقَالَتِهِ اللهَجِ
مُجلِى الظَلما بإمامَتِهَ
شمسُ الدنيا بِشَهَامَتِهِ
والرِفعَةُ نِسبَةُ هامَتِهِ
وأبى حَفصٍ وكرامَتِهِ
في قِصَّةِ ساريَةَ الخَلَجِ
قِسطاسُ الحّقِ عليه جَبُل
وسَنَامُ الدينِ إليه وَصَل
فَبِعَدلٍ منه الشركُ عُدِل
وأبى عمرو وذى النُورَين
مُستحِى المُستَحى البَهَجِ
بَحرٌ أغَضَّ عن كلّ إذا
ويأخلاقِ المولى آخِذاً
وكمالُ الحِلم له نبذا
وأبى حسنِ في العلم إذا
وَفَّى بعَسَحَائِبِهِ الخَلَجِ
يا ليثَ الحّقِ بِغَابَتِه
ولأحمدَ صِنوُنِيَابَتِهَ
فَتَعَلىَّ عندَ نَجَابَتِهِ
وصحابَتِهَ وقُرَبَتِهِ
وقُفاةُ إثرِهِ على النَهَجِ
فَبِجاهِهِم يا خالِقَ كل
مهما عبدٌ بالأزمة مل
فَبِفَضلِك بينَ الكُربَةِ حَل
وإذا بكَ ضاقَ الذرعُ فَقُل
إشتدّى أزمةٌ تَنفَرِجِ
يا ربِّ عَبِيدُكَ ذا النورى
يرجوكَ بِمَكَّةَ والطُورى
إذ تَنفِخهُ نَفخَ الصُورى
لِيَرَى تَفرِيجَ المُرُرِى
وزَوال الأزمةِ بالفَرَجِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نور الدين البريفكاني

avatar

نور الدين البريفكاني

العراق

poet-nour-eddine-breifkani@

45

قصيدة

72

متابعين

الشيخ نور الدين البريفكاني القادري الحسيني . العلامة الملهم ، المدافع عن حقوق الكادحين. ولد في قرية بريفكان سنة (1205 هـ/ 1790 م)،وهو من مشايخ الطريقة القادرية في العراق ...

المزيد عن نور الدين البريفكاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة