الديوان » العراق » نور الدين البريفكاني » والناس أقسام ثلاثة هنا

عدد الابيات : 68

طباعة

والنّاسُ أقسامٌ ثلاثةٌ هنا

فغافِلُ مُنهَمكٌ فى شرّنا

وذاك إن كانَ إعتقاداً شركٌ

هو الجلىُّ ليس فيه شَكُّ

أو استِناداً فعلى الشِّركِ الخفىّ

قد انطوَى بِجَهلِه المعَنَّفِ

ثانيهما أصبَحَ ذا حقيقةٍ

قد غابَ فى الإحسانِ عن خَلِيقةٍ

لأنّهُ يشهدُ ربَّهُ المَلكُ

عن كلِّ أسبابِ فَنَى من غيرِ شَكّ

وانفَقَدَ الخلقُ عن التصريفِ

فى عَينِهِ عن رؤيةِ اللطيفِ

ذاك عبدٌ ظاهرٌ عليه

حقيقةُ الكونِ سَنا لَدَيهِ

واجَههُ مُستَغرقاً سَناها

مُستَولِياً على ضيا مَداها

وهو الذى قد سَلَكَ الطريقةَ

مؤيّدٌ بِنسبةِ الحَقيقَةِ

لكنَّهُ الغَريقُ فى الأنوار

وقلبُهُ مُنطمِسُ للآثارِ

مستوحذُ السكر على ما صَحوِهِ

وَجَمعِهِ لِفَرقِه فى مَحوِهِ

وغالبُ الفَنا على بَقائِهِ

مشاهدُ الحقِّ لدى فنائِهِ

مستَشرقُ النُّور وفى حُضُوره

بوَبّه ذُو غَيبَةٍ فى نُورهِ

والصَّحوُ حالٌ تَقتَضِى تصرّفاً

مع اختيارٍ منه سابغُ الوَفا

والجمعُ أن تَشهدَ مَولاكَ بهِ

لا بِسواهُ فائِزاً بِقُربِهِ

والفرقُ بالحقِّ شُهُود الخلقِ

والحقِّ ذا حقيقةٌ لِفَرقِ

شُهودٍ حَقَّ لا بِخَلقٍ الفَنا

ورؤيةُ الخَلقِ بحقٍّ البَقا

بالخلقِ عدمُ الشهُودِ الغيبةُ

ثمّ الحضورُ وَصفُه لا رِيبةُ

هو الشُّعورِ بوجودِ الخلقِ

مع رؤيةِ الحقِّ بعينِ الحقِّ

ومنه أكملَ لعبدٍ شُرباً

فزاد صَحواً وثراهُ غائِبا

فإزدادَ نوراً وحضوراً له

سبحانَهُ بالنور إذ دَلَّهُ

فجَمعُه لفَرقِه لا يَحجِبُ

وفَرقُه لجمعهِ مُستَصحِبُ

لا يصدُّه الفنا عن البِقا

كما البقا لا يصدُّ عن فنا

يَفعَلُ بالقِسطِ لِمستحِقِّهِ

وإنَّه المعطى له مِن حقِّه

فأوَّلُ الحالينِ كانت عائشةُ

فيه بيومِ الإفك وهى طائشةٌ

أحالها والدُها الصدّيقُ

عنه لما فضَّلهُ التحقيقُ

فقال هلاّ تشكرين المصطفى

قالت لغيرِ الله لن اختِلفَ

بالشكرِ حين دَلَّها الصدّيقُ

على مقامٍ بالعُلا حَقيق

مكمّلاً وذا مقامٌ أكملُ

إثباتُهُ الآثارُ حالُ أفضلُ

فصلُ الخطابِ للبقاءِ مثبتُ

مواقفُ القرآنِ حينَ يَنعَتُ

لِى ولوالِديكَ أن تشكرَ قد

أثبتَ آثاراً عليه المستند

وقال صلى الله مع سلامِ

عليه فى تحقيقِ ذا المقلمِ

لا يشكرُ اللهَ امرؤ لا يشكرُ

عبادَهُ إذ شكرهم مُضَرَّرُ

أصبحت الصدِّيقةُ المبرأةُ

فى ذلك المقامِ ذات مَطرأةَ

عن شاهدِ الحالِ غدت مصطلمة

لم تكُ بالآثارِ ذاتَ مَعلمة

غائبةٌ لم تَشهد الآثارَ

إلاّ إلهاً واحداً فهَّارا

إنّ اصطلاماً غَيبَةُ الفؤادِ

عن كل مشهودِ سوى المَعبُودِ

لما يُواجِهُ الفؤادُ مِن عِظمِ

جَلالَةِ المعبُودِ حتى صارَ لَم

بق به مُتَّسعٌ لِغيرِه

للهِ مُستسلِمةً لقهرِه

عَظِّم لأمٍّ المؤمنين شأناً

فى ذاك لم تَّشهد سواهُ كَونا

قد سُئل الشيخُ عن القُرّةِ عن

قولِ النبىِّ فأجاب عن فطن

إذ قيل هل لغيرِه هييبُ

فيها لدى الصلاة أم مَوهوبُ

للمصطفى فقط فعارفاً أتى

من الجوابِ بالذى أحيا الفتى

فقال قُرَّةُ العيونِ جُودُ

ومِنحَةٌ يمنحها المشهُودُ

سبحانه مِن الشهودِ فعلى

زيادةِ العِرفانش منه مُنجَلَى

قُرَّةُ عينٍ ههنا زائدةٌ

قاعدةٌ تَعقُبُها فائدةٌ

وقد عَلِمتَ للنبىِّ شُهوداً

فوقَ شُهودِ الخلقِ طُراً جُوداً

معرفةُ النبىَّ المشهُودِ

أعظمُ فالعِرفانُ مع شُهودِ

قد يقتضِى فى قرَّةِ العين لأن

يكونَ فى قرَّتِه أعظمُ مَن

يَحُوزُها وإنما قلنا هنا

قُرَّتُه مبانةٌ فى قولِنا

كذاك فى الصلاةِ بالشُّهودِ

ورُؤيةُ جِلالةِ المشهود

إذ هو فى كلامِه أشارَ

لذاكَ فى الصلاةِ إشتِهاراً

وبالصلاة لم يَقُل لأنَّه

ليس بها تَقَرُّ قَطُّ عينُه

قُرَّةَ عينهِ غدت بربِّه

لا بشهوده ولا بقُربِهِ

وكيفَ لا وهو الذى يَدلُّنا

بذلك المقامِ إذ يأمرُنا

بقوله أعبُدهُ كأن تراهُ

ومن محال أن ترى سِواه

حين تراهُ فالمعيَّةُ إنتَفَت

وقُرَّةُ العين له قد عُرِفت

وقال قائلٌ فقد تكونُ

قُرَّتُها بها فشىءُ هَونُ

ذاك الجوَابُ والذى مشبّه

لأنّه بارَزَه منّت

من فضلِ ربّنا فكيفَ لا بِها

يَفرَحُ والفرَحُ بها بربِّها

بها وكيفَ لا تكونُ قُرَّةً

وكيفَ عينُ لم تكن مُقَرَّةً

فاعلم بأنَّ الآيةَ قد أومأت

إلى الجوابِ للذى قد مَنَحَت

مسامعُ الحطابِ للجوابِ

مسَمعةُ منه بالصواب

يقولُ ربّنا بذا فليفرحوا

ولم يبَقُل من ذا ليكُن ذا الفرحُ

فقُل لهم يا أحمد ليَفرَحوا

بالفضلِ والغحسانِ ما يَنفتِحُ

فَرحُكَ بى وفرَحُهم بفضلِى

جاءَ على حُكمِ الصواب قولى

وذَر فى الخوضِ يَلعبونَ

ثمّ قل اللهُ تكُن حَصُونا

عن غَيرِنا ذا مشربٌ مَنِيفُ

مَنصِبَةُ شاهَدَها شَريف

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نور الدين البريفكاني

avatar

نور الدين البريفكاني

العراق

poet-nour-eddine-breifkani@

45

قصيدة

72

متابعين

الشيخ نور الدين البريفكاني القادري الحسيني . العلامة الملهم ، المدافع عن حقوق الكادحين. ولد في قرية بريفكان سنة (1205 هـ/ 1790 م)،وهو من مشايخ الطريقة القادرية في العراق ...

المزيد عن نور الدين البريفكاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة