الديوان » لبنان » نقولا الترك » كيف يخفى عظم ما بي من ألم

عدد الابيات : 55

طباعة

كيف يخفى عظم ما بي من ألم

والحشى باح بما فيه ألم

وغرامي كيف يُرجى كتمه

ومسيل الدمع بالإسرار نم

وسلوي خانني والصبر مذ

شام هول الشوق ولى وانهزم

وغدا الحب لقلبي سالباً

والجوى تامٍ وطرفي لم ينم

لم يعد لي في الهوى من جلدٍ

فيه اطفي نار وجدي والضرم

ما احتيالي وهوى الأحباب لي

آسرٌ والقلب مني في هيم

جرد البين مواضي خطبه

وسطا جورّا علي وحكم

وسقاني كاس بُعد قاتل

أورث الجسم نحوًلا وسقم

بنت عن خير ربوع بات من

بعدها الجفن يسح الدمع دم

لي بها قوم كرام فضلوا

في الورى من لاذ فيهم لم يضم

آل ود وعهود ووفى

خير أرباب ذمام وشيم

طالما اذكرني الدهر صفا

عصرهم في مصرهم اشكو الألم

هاتفا من حر قلب حَسرٍ

حبذا مصر وذياك الملم

ويح قلبي كم رأت بل كابدت

من شقاءٍ وبلاءٍ قد أعم

أقسم الدهر بأن يرشقها

حسداً منه بقسى من نقم

ليتها خابت وليت الدهر لو

كان أقوى حانثاً فيما قسم

قهر القاهرة الدور الذي

همَّ بالضنك عليها واقتحم

ويك من دورٍ ظلوم جاير

ما تولى فيك إلا من ظلم

أو تعدى وتصدى للورى

فغدا يهجى ويلحى ويذم

عم أقطار الدنا خطب الكن

انة والأضرار بالأمصار أم

ليت لا غرّ بها منذ بدا

ذلك العام به الهول هجم

ليت شعري أين ما انشاه سل

طانها العادل قدماً ونظم

أين ترتيب ولاة سلفت

طيب الله ثراها ورحم

أين أمجاد الورى آل الذرى

والارى والحزم فالكل عدم

أين زاهي انس أيام الوفا

ولياله إذا ما النيل عم

أين مغنى كل شادٍ مطرب

يسلب العقل بذياك النغم

أين أرباب خلاعات بها

قد يعيروا اللطف منها للنسم

أين أفراد زمان قد علا

قدر كل منهم ثم اعتظم

أين أبطال الوغى والحرب من

كل ذي قلب حكى الصخر الأصم

أين غزلان حسان أشرقتْ

كبدور وتباهت كالديم

ما لأبحار الصفا غاضت وما

لشموس الانس غشأها الظلم

يا اخلاي انشدوا قاهرة

واندبوها بين عرب وعجم

فتتوا الأكباد تأويهاّ على

تحفة الأمصار ذياك العلم

نقطة الحسن التي قد بهرت

فوق خد الكون تهواها الأمم

بحر خير زاخر مندفق

عمَّ وجه الأرض طرّا بالنعم

دار آل الفضل والقوم الأولى

أتقنوا كل علوم وحكم

حرة الذيل التي قد سلمت

في البها والحسن من كل التهم

كم مليك هم أن يخطبها

فابتلاه الله في قصر الهمم

إذ هي الغوث الذي لا غيره

قط يُرجى وسواها لا يأم

حكم الله عليها بالشقا

بعد ذاك العز والمجد الاتم

حتى لم يبق سوى من قد شكا

وبكا ثم على الخد لطم

وذليل حاير منذهل

من خراب ومصاب قد دهم

و جزوع هالع مضطربٍ

حسم الخوف حشاه وقسم

وبكاء ونواح دايم

وهياج وعجاج وغمم

لست تلقى غير مسلوب بها

ذي هموم يطلب الموت ولم

و اخا ضنك وشاب شايب

وفتى شاخ وفاجاه الهرم

من يرى ذا الهول في مصر ولا

يذرف الدمع عليها كالديم

ما أصابتها سوى العين التي

قلعها قد كان أولى واهم

يا هنا عيش بها قضيته

كم عراني بعده عظم الندم

هل ترى من عودة للانس يا

مصر فيك وحظوظ تغتنم

أو لذاك العدل عود يرتجى

وإلى الأمن رجوع كالقدم

بدد اللهم عنها كربا

هد حصن العز منها وهدم

و أدرك الخلق بلطف شاملٍ

منك يا رب العطايا والكرم

إن عيني من جرى ما قد جرى

بالورى مدمعها يحكي الغيم

و على مصر العلى أم الملا

أرخوا ما بي سوى هم وغم

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نقولا الترك

avatar

نقولا الترك حساب موثق

لبنان

poet-niqula-al-turk@

62

قصيدة

1

الاقتباسات

23

متابعين

نقولا بن يوسف الترك، ويقال له الإسطمبولي.: شاعر ومؤرخ لبناني. ولد في بلدة «دير القمر» اللبنانية في عام ١٧٦٣م لأسرة يونانية الأصل، وتلقى علومه الأولية ببلاده، ثم سافر إلى مصر وهو ...

المزيد عن نقولا الترك

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة