الديوان » المعتصم بالله أحمد » قِف بالمطارِ وبَكِّ اليومَ من رَحلا

عدد الابيات : 21

طباعة

قِفْ بالمطارِ وبكِّ اليومَ مَنْ رَحَلا

وقوفَ صبٍّ شَجاهُ الركبُ مُرتحِلا

فهيَّجَ البينُ أشجانًا أسرَّ بها

من خشيةِ الدهر أن يُدنيهِ ما وَجِلا

 فقف بنا يا رعاك اللهُ يومَ نوًى

نُهدِ السلامَ ولا نعتبْ بمن عذلا

نُهدي سلامًا إلى ليلى وقد جعلوا

من دونِها (حُجُرات الحَجز) مُنعزَلا

: قالت وقد  وَجِستْ نفسي بما هَمَستْ

ما كنتُ قاطعةً ذا الحبلَ عنكَ قِلى

فديتُها إذ دموعُ العينِ قد نُظِمَتْ

على الخدود كأن الدُّرَّ قد نَزَلا

وإذ تُريني وقد جدَّ الوداعُ بنا

! كفًّا به عنمٌ، يا لُطفَ ما أسُلا

وجِيدَ رئمٍ هضيمِ الكشحِ خاذلةٍ

غدت تَوَجَّسُ من صيَّادها النبَلَا

فكان آخرُ ما ألقاه إذ رحلت

تسليمةً  أنشبت في قلبيَ العللا

 ورحتُ مِنْ وَلَهٍ أشيمُ طائرةً

بمقلةٍ جفنُها يهمي وما بَخِلا

طارت بليلى فقلبي قد أُطير بهِ

يا ليتَ قبطانَها بالبيْنِ ما عَجِلا

أو ليتَها أبطأتْ قُبيلَ مَطلَعِها

نقضي لُباناتِ قلبٍ بالنوى تُبِلا

 ينجو بها وسْطَ أقطانِ السحابِ كما

ساقوا الظعائنَ في كُثْبانِها أُصُلا

ما كان أكأب نُورَ الشمس إذ نظرت

عيني ونجمي من الإيغال قد أفَلا

حتى إذا قد حَدَاها الأُفْقُ فانحَجَبَتْ

رجعتُ والجمرُ في كَبْدي قد اشتعلا

 رجعتُ والهمُّ أصلاني وصيّرني

أرعى النجومَ ولا أُلْفي لها حِوَلا

 يا ليلَ هل من مَزَارٍ تُوعدينَ به

صبًّا تَعذَّرَ أن يلقى لكمْ بَدَلا

صبٌّ يراكمْ وإن أمسَتْ ديارُكمُ

عنه كما شَتَّ بين المشرقيْن مَلا

حَمَّلتُكمْ برسالاتٍ يطيرُ بها

شِعري فهيَّج أقوامًا بما حَمَلا 

وقد أُجلُّ هواكمْ أن أبوح لكم

بما تفشٌى  بهذا العصر وابتُذِلا

 فأنتمُ حاجتي فيهِ ومُطَّلبي

ومنكمُ قد ألنتُ القَوْلَ والمثَلا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

153

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة